تخترق روح المناضل الحقوقي الراحل إدريس بنزكري سقف قبره، الذي تعرضت معالمه للتخريب يوم الاثنين 29 أبريل من طرف جهات مجهولة، لتلتحق بنادي الطالعين في هسبريس، ليس فقط لأن شاهد قبره الموجود في قريته الهامشية استُهدِف بالاعتداء لأسباب تظل مجهولة إلى حدود الآن، ولكن لأن ذكرى وفاته السادسة ترفرف قريبا فوق رؤوس المغاربة. بنزكري، الذي تحل ذكرى وفاته في العشرين من مايو الجاري، لم يكن ناشطا حقوقيا عاديا يمكن أن ينساه حقوقيو البلاد، ولا مئات المعتقلين السياسيين الذين اكتووا بلظى المعتقلات، بل كان رائدا بارزا من رواد حقوق الإنسان في المغرب، اتسمت خصاله بالصدق في زمن ساد فيه الكذب، وبالشجاعة في زمن استأسد فيه الجُبن. وظل بنزكري، الذي أوصى قيْد حياته بأن يحتضن تراب بلدته "آيت واحي" جثمانه بعد وفاته، صامدا لم تفت من عضده "محنةُ" السجون اليت قضى وراء قضبانها السنوات الطويلة، كما لم تُغْرِه "منحة" المناصب الرسمية التي تقلدها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب. ويُحسَب لهذا المدافع "الشرس" عن حقوق الإنسان، وعن الثقافة الأمازيغية بالمغرب، بأنه ساهم دون كثير من الضجيج أو الرغبة في الظهور في رد الاعتبار للعشرات من المعتقلين السياسيين ضحايا سنوات الرصاص، حيث قاد هيئة الإنصاف والمصالحة التي كانت تنظر في ملفات جبر الضرر لرفاقه المعتقلين..