ما زالت تفاعلات تطاول قناة "الشروق" الجزائرية على شخص الملك محمد السادس، بمشاركة سليمان سعداوي، النائب عن حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم في الجزائر، تثير ردود فعل غاضبة في المغرب، حيث أعلن قادة الأحزاب السياسية المغربية رفضهم المس برئيس الدولة. ويواصل وسم "الملك خط أحمر" حصد الإقبال على نشره في المغرب، في إشارة إلى وقوف المغاربة إلى جانب الملك محمد السادس والتشبث به في ظل الهجمة الإعلامية الهوجاء التي يقودها الإعلام العسكري الجزائري ضد مصالح المملكة، والتي اشتدت حدتها منذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، يرى "أن يصل الحد إلى المس برموزنا الوطنية، وعلى رأسها ملكنا المفدى، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، فهذا ما نستنكره بشدة ولن نقبله بالمرة، لأننا وككل المغاربة متشبثون بشعارنا الخالد الله-الوطن-الملك"، وفق تعبيره على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال أخنوش: "لم يكن متوقعا أن يستسيغ النظام الجزائري حجم الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب بقيادة جلالة الملك نصره الله بخصوص وحدتنا الترابية، ولا حتى حجم الإنجازات التي يراكمها المغرب على جميع المستويات"، ولكن "كان من المتوقع أن يشن إعلامه حرب إشاعات مغرضة على بلادنا". وعبر عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عن أسفه "لما صدر عن القناة الجزائرية المحسوبة على جهات رسمية، تمول من طرف أموال الشعب الجزائري"، رافضا "المس بمؤسسات تاريخية عريقة صعبة المنال، لما تشكله من عقدة سياسية ومؤسساتية لبعض المسؤولين بالجزائر". وكتب وهبي على صفحته الرسمية بفيسبوك: "إن هذه التصرفات المرفوضة والمدانة لا تخل بالاحترام الواجب لرئيس دولة جارة فحسب، بل تنتهك أبسط القوانين والسلوك المتعارف عليها"، واصفا التصرف ب"الصبياني والطائش غير المسؤول وغير المحسوب دخيل على ثقافتنا المشتركة، لا يسعنا أمامه إلا التنديد به". ونبه الأمين العام ل"البام" إلى خطورة المرحلة والوضع العام في الجزائر، "الذي أمسى خطيرا جدًا، يمكن تفهمه ولكن لن يتم استغلال المشاكل الداخلية التي تعيشها الجارة"، مستنكرا "السماح بالمساس بثوابت المملكة المغربية التي كانت دائما حريصة على حسن الجوار والتاريخ المشترك، والتي على الطرف الآخر الرقي في علاقات الجوار والتاريخ والروابط المشتركة". من جهته، تساءل نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، عن خلفية "كل هذا العداء الذي تكنه الجارة الجزائر للمغرب"، قائلا: "هل استنفدت الصحافة الموجهة بالجزائر كل مآسي الشعب الجزائري الشقيق وهو يتطلع في ربيعه الديمقراطي إلى الحرية والعيش الكريم والتقسيم العادل لثروات البلاد أم أنها تحاول كعادتها للأسف تصدير الأزمة واختلاق عدو وهمي لتضليل وإلهاء المواطن الجزائري عن همومه الحقيقية ومطالبه المشروعة؟". كما أضاف بركة: "عيب أن تصل الرعونة الإعلامية والسياسية إلى رموز بلد جار تتقاسم وإياه الجزائر الماضي والحاضر والمستقبل"، مضيفا أن "جلالة الملك حفظه الله ما فتئ يمد يده إلى الإخوة في الجزائر، ودأبه في ذلك قول الله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)". أما الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، فشدد على أنه "عندما تلجأ أبواق إعلامية مُسخرة من قِبل أوساط جزائرية يائسة من جراء الهزائم المتتالية التي حصدتها إلى أساليب بئيسة وسخيفة تستهدف رمز الأمة المغربية، فذاك تعبير دنيء عن الافتقاد إلى الصواب والمروءة".