تنطلق اليوم فعاليات المؤتمر الوطني الخامس لشبيبة العدالة والتنمية تحت شعار "الشباب شريك أساسي في البناء الديمقراطي"، في سياق وصفه أحمد الهرجاني رئيس المؤتمر بالعادي والاستثنائي في الوقت نفسه، موضحا في حديث لهسبريس أن العادي فيه هو أنه استحقاق تنظيمي ينعقد في وقته القانوني، بعد مرور 4 سنوات بالضبط على المؤتمر الوطني الرابع، وهو تكريس للديمقراطية الداخلية حسب المتحدث وتربية لشباب الحزب وغيرهم على ممارسة هذه الديمقراطية والحرص على احترامها، والتي أصبحت في نظر الهرجاني مفقودة داخل العديد من الهئيات والمنظمات. أما عن الجانب الاستثنائي في مؤتمر شبيبة الحزب الذي يرأس الحكومة، فيقول رئيسه أنه ينعقد في ظروف إقليمية ووطنية اختصرها في "ما بعد الربيع العربي" الذي أفرز وضعا سياسيا جديدا، بعد إسقاط العديد من الأنظمة العربية المستبدة، وأفرز وضعا سياسيا جديدا على المستوى الوطني "عناوينه البارزة إقرار دستور جديد وانتخاب حكومة من الشعب". وتٰعلق شبيبة العدالة والتنمية آمالا كبيرة على نجاح مؤتمرها ليس من حيث انتخاب قيادة جديدة فحسب، بل في تعميق النقاش بين المؤتمرين حول أوراق المؤتمر نظرا لما تحمله من مواقف ومبادئ يُعوّل أن تشكّل خارطة طريق لعمل الشبيبة خلال الأربع سنوات المقبلة، وفي هذا الصدد أبرز أحمد الهرجاني أن أعضاء المؤتمر الذين سيقارب عددهم 600 سيكون أمامهم فرصة تناول ما جاء في الورقة السياسية التي تحمل عنوان " دعما لتجربة البناء الديمقراطي في وجه الفساد والاستبداد" والورقة الفكرية التي جاءت بعنوان "نضالنا الشبابي في سياق الانتفاض العربي"، والتقرير الشبابي الذي رصدت فيها الشبيبة واقع حال الشباب المغربي. وعن طريقة اختيار الكاتب الوطني الجديد للشبيبة الحزبية المذكورة، أكد الهرجاني أن منظمته حسمت على خطى حزبها في تبني الديمقراطية الداخلية في اختيار مسؤوليها، مشيرا إلى أن اللجنة المركزية كانت قد صادقت على مسطرة انتخاب الكاتب الوطني وخولت لجميع المؤتمرين التصويت على الكاتب الوطني من خلال لائحة تضم ثلاثة أسماء تختارهم الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية من بين ستة أسماء ترشحهم اللجنة المركزية. وأضاف الهرجاني أن كل من يتجاوز سن الأربعين سنة لن يكون له بقوة القوانين الداخلية الحق في تولي أي مسؤولية داخل شبيبة العدالة والتنمية. وحرصا من قيادة الحزب على إنجاح مؤتمر الشبيبة، قال الهرجاني إن الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران سيكون حاضرا في الجلسة العامة بقاعة ابن ياسين بالرباط والتي يٰتوقع حسب الهرجاني، أن يحضرها حوالي 6000 شاب وشابة من مختلف المناطق، إلى جانب عدد من وزراء الحزب وأطره، كما سيحضر الجلسة المشار إليها وفق الهرجاني ضيوف من داخل المغرب وخارجه من القيادات السياسية والمدنية والشبابية. وحسب متتبعين فإن عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، لن يفوت فرصة حضوره في الجلسة العامة لمؤتمر شبيبة حزبه، دون أن يوجه الرسائل في جميع الاتجاهات كما هي عادته، ويتوقع المتتبعون أنفسهم أن يطغى على كلمة بنكيران تأكيده المستمر على الدور المحوري للملكية في الحياة السياسية والاجتماعية في المغرب، دون أن ينسى الحديث من جديد على من يعتبرهم مقاومين للإصلاح ولحكومته ودعوتهم إلى استحضار مصلحة الوطن. متتبعون آخرون يرون أن بنكيران ستكون أمامه فرصة للإعلان عن خلفيات وحيثيات عدد من القرارات الأخيرة لحكومته والتي آثارت نقاشا واسعا في الساحة السياسية، مستبعدين أن يُعلن في كلمته عن أي من الإجراءات المقبلة للحكومة مخافة أن تجر عليه ردود فعل غير محسوبة ممن يرى فيهم معرقلين ومشوشين، وذلك في إطار تنفيذ استراتيجية جديدة في اتخاذ القرارات قوامها "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" على حد تعبير المتابعين المشار إليهم.