قلم هادر، قدرة عجيبة على الكتابة، دقة في اختيار الكلمات و غيرة على الهوية و الدين...هكذا هي مايسة سلامة الناجي، جميلة شكلا و جذابة أسلوبا. لا أنكر أني قبل شهور قليلة، صورت لنفسي، ربما كغيري من القراء، أن مايسة قلم قاصر، عاجز عن دغدغة شعور القراء و اللعب على أحاسيسهم، تجنبت قراءة مقالاتها، قلت لنفسي لا شك أن هذه الجميلة تهذي، تختبأ خلف جمالها الناعم لتخط كلمات بائسة غير قادرة على مداعبة أحاسيس قارئ فج مثلي، لكن ألفيت نفسي و دون أدري أنجذب شيئا فشيئا نحو الصورة الجميلة و الكلمات الساحرة. انتابني فضول عجيب، تساءلت مع نفسي ما عساه هذا الوجه الأنثوي الجميل أن يكتب، لا شك ان كلامها لا يعدو أن يكون ترهات أرخت لها الكاتبة أذنها في أحد الحمامات الشعبية أو التقطتها من أحد محلات العطارة... لكن سرعان ما تبيَنت قلة فطنتي و غياب حجتي عندما ألفيتني أمام كلام سلس متين أرغمني على طرد سوداوية نيتي، و جعلني قارئا مهذبا، مطيعا. كلام مايسة سلامة كأنما التقطته من عقول المغاربة الشرفاء، الغيورين على العفة و الشرف، أولئك الذين يضربون أخماس في أسداس و هم يرون ما آلت إليه أوضاع بلدهم و فساد أخلاق أبنائها و بناتها. حملت مايسة سلامة الناجي قلمها، انتقدت، بإيعاز من ضميرها المتقد، مآل قيم أريقت من أجلها دماء نقية طاهرة لا تخشى في الله لومة لائم، حمت هذا البلد الكريم و صانته من كل رياح الغدر. أرخت سلامة جوهرها و عقلها فأنصتت إلى كلام الأخلاق و خطاب العفة فعقدت يمينها الغموس على أن ترفع بعضا من غصة احتلت حلق القراء و القارئات. قبل أيام خلت، انبرت إحدى الحانقات مهاجمة ميساء، هالها نجاح ميساء الناجي، أضاعت أسبوعها و ربما شهرها كاملا باحثة منقبة عن كلمات فجة تصلح للنيل من سلامة، لا هم لها و لا غاية ترجوها سوى النيل من سلامة و من حب القراء لها. هجوم المرأة التي اختارت لها صورة غير واضحة تخفي حتما حنقها، و تعكس نية سوداء دفينة لديها كان ضربا من ضروب الغيرة القاتلة، بعدما نجحت ميساء نجاحا باهرا حيث فشل غيرها، نجحت في أن تجعل لها جمهورا من القراء الأوفياء و المعلقين المتعلقين. لا شك أن للنجاح ثمن، و ثمن نجاح مايسة خروج كثير من الحانقين الحاقدين، أو بالأحرى الحاقدات و هن كثر، بإيعاز حتما من غيرة النساء الكامنة في صدروهن، هالهن أن تظفر مايسة بكل هذا النجاح و بكل الشعبية المتصاعدة بعدما أصبحت قلما ناعما يغازل العقول و يأسر القلوب. غيرتي على سلامة هي غيرتي على كل مدافعة عن العفة، عن كل نفس أبية ترى في الشرف عزة و في السفور انحطاطا فمايسة هي نموذج من نماذج المغربية العفيفة التي تغير على دينها و تغرق في حب وطنها و قيمه. فتحية لك مايسة مع دعواتي لك بالنجاة و السلامة من كل عين لامة.