وجه عدد من البيضاويين انتقادات واسعة إلى مجلس مدينة الدارالبيضاء وشركة "ليدك"، المفوض لها تدبير قطاع تطهير السائل والماء والكهرباء والإنارة العمومية؛ وذلك عقب الفيضانات التي شهدتها العاصمة الاقتصادية للمملكة، بسبب الأمطار التي تهاطلت ليلة الثلاثاء. وشن البيضاويون، على مواقع التواصل الاجتماعي، هجوما لاذعا على الشركة الفرنسية سالفة الذكر، بسبب فشلها في تدبير هذه التساقطات التي شهدتها المدينة، حيث غرقت معظم الشوارع والأحياء، وتسببت في أضرار كبيرة وخسائر عديدة. ودعا المواطنون، على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى رفع دعاوى قضائية ضد المجلس الجماعي الذي يسيّره حزب العدالة والتنمية باعتباره جهة مُفَوِّضة، وضد شركة "ليدك" باعتبارها مُفَوَّضا لها، عقب هذه الخسائر والأضرار التي لحقت بالكثيرين وبسياراتهم وسلعهم ومنازلهم. وأكد بيضاويون، في تدوينات لهم بمواقع التواصل، أن الشركة المفوض لها لم تقم بالدور المطلوب منها وفق دفتر التحملات؛ وهو ما يستوجب مقاضاتها ومحاسبتها على هذه الخسائر والكارثة التي شهدتها المدينة الاقتصادية. وشددوا على ضرورة مقاضاة الشركة الفرنسية، التي تنهك جيوبهم بأسعار مرتفعة للفاتورات وفق تعبيرهم؛ وذلك للتعويض عن الخسائر، وكذا إلزامها بإصلاح مجاري الصرف الصحي والبالوعات وغيرها، حتى تكون قادرة على استيعاب مياه الأمطار. وشرع البيضاويون في التوقيع على عريضة احتجاجية بموقع العرائض "أفاز"، تعبيرا منهم عن احتجاجهم على الوضع الكارثي والهش للبنية التحتية بالعاصمة الاقتصادية. ولم يسلم المجلس الجماعي بقيادة "البيجيدي" من انتقادات البيضاويين، حيث طالت الاتهامات كلا من عبد العزيز العماري، رئيس المجلس، ومصطفى لحيا، نائبه المكلف بالأشغال العمومية؛ بالنظر إلى فشل المجلس طوال هذه السنوات في تهيئة بنية تحتية قوية تكون قادرة على تحمل هذه الأمطار حال تساقطها. وينتظر أن يعقد، يوم غد الجمعة بمقر المجلس الجماعي، اجتماع ساخن، سيخصص لمناقشة الكارثة التي نجمت عن هذه التساقطات المطرية، إذ سيتم استدعاء المدير العام لشركة "ليدك" قصد تقديم توضيحات وتقرير مفصل عن ليلة الثلاثاء. وحسب مصادر الجريدة، فإن المجلس الجماعي لمدينة الدارالبيضاء يتجه إلى ترتيب آثار قانونية على الشركة الفرنسية، وتحميلها مسؤولية التقصير في الاستعداد لمثل هذه الظروف الطبيعية، عبر القيام بصيانة شبكة الصرف الصحي وغيرها. وتشير المصادر نفسها إلى أن المجلس الجماعي بات في موقف لا يحسد عليه، بسبب فظاعة الكارثة؛ وهو ما سيجعله يتخذ إجراءات ضد الشركة المذكورة، وإلزامها بتعويض المواطنين المتضررين من تداعيات "الثلاثاء الأسود". وحمل منتخبون بالمجلس الجماعي للدار البيضاء شركة "ليدك" الفرنسية مسؤولية هذا الوضع، والذي كاد يتسبب في غرق أحياء برمتها، بالنظر إلى ضعف البنية التحتية واختناق مجاري الصرف الصحي.