احتفى معرض الدارالبيضاء للنشر والكتاب أمس السبت بروح الفقيدة اسية الوديع من خلال استعادة تجربتها النضالية وعطائها المتميز في خدمة القضايا الانسانية النبيلة٬ هي المرأة التي نذرت نفسها من أجل الدفاع عن الوطن والبسطاء. وابرز المشاركون في هذا اللقاء الذي نظم تحت شعار "اسية الوديع : رب أم لك لم تلدك"٬ الخصال والمبادئ والقيم التي ناضلت الراحلة من اجلها على عدة واجهات وجبهات مدافعة عن حقوق الاطفال والشباب٬ خصوصا نزلاء مراكز الاصلاح والتهذيب واعادة الادماج ٬ أو من خلال عضويتها لمؤسسة محمد السادس لإعادة ادماج السجناء٬ او في مختلف منظمات المجتمع المدني . وشدد المحتفون على ان الراحلة تشكل ايقونة انسانية ورمزا مضيئا من رموز المرأة المغربية التي انخرطت في تشييد مجتمع المواطنة فكرا وممارسة وتضحية نادرة٬ من خلال الانحياز الى البسطاء من الناس والفئات الهشة والنضال من اجل ترسيخ حقوق الانسان. وسجل المحتفون أن "ماما آسية" حظيت خلال مسارها الانساني والنضالي المشرق بتقدير واحترام كل التعابير والتلوينات السياسية والفكرية والثقافية بالبلاد ٬ وهو ما تجسد بشكل باهر ومؤثر خلال مراسيم جنازتها المهيبة٬ معتبرين أنها كانت تنتصر للقيم الانسانية النبيلة بتجرد وتفان ونكران ذات بخلفية حقوقية وانسانية واجتماعية منفتحة على المشترك الانساني حيث "كل قلوب الناس جنسيتها....". وبتأثر بالغ استعاد أفراد من أسرتها ٬ صلاح الوديع ونجله ٬ ونجلها البكر ويوسف شهبي بعض الذكريات البالغة الدلالات التي أشرت ٬ ومنذ صغرها وخلال مسارها الانساني٬ على نزوعها الدائم وقناعاتها المبدئية وانتصارها للعدل ومناهضتها لأشكال الظلم٬ وانحيازها الى المهمشين والبسطاء من الناس دون الارتهان الى اية مصالح أو مآرب٬ مشكلة بذلك نموذج المرأة المناضلة المؤمنة بحتمية الاصلاح من خلال العمل الدؤوب والتضحيات الجسام والاحتراق من أجل إشراقة الوطن. ودعا المتدخلون الى الحفاظ على تراثها وذاكرتها ومسارها النضالي الحافل بالعطاء من اجل مواصلة العمل خدمة للقضايا والاهداف النبيلة التي ناضلت من اجلها وهي قاضية او محامية او حقوقية او فاعلة مدنية او ناشطة في مؤسسة محمد السادس لاعادة ادماج السجناء.