تضاءلت حظوظ المنتخب الوطني المغربي بشكل كبير في بلوغ نهائيات كأس العالم لكرة القدم٬ المقررة العام القادم بالبرازيل٬ عقب خسارته القاسية أمام نظيره التنزاني 3-1 في المباراة التي جمعت بينهما بعد ظهر اليوم الأحد بملعب بنجمان مكابا بدار السلام٬ برسم الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثالثة للتصفيات الإفريقية. وأهدرت العناصر الوطنية٬ التي كانت شبه غائبة خلال هذا اللقاء الهام في مشوار التصفيات٬ على جميع المستويات التقنية والبدنية والتكتيكية٬ فرصة كانت تبدو على الورق متاحة غير أن الواقع أثبت عكس ذلك حيث واجهت منتخبا شابا ومتحمسا آمن بإمكاناته ولعب منذ الوهلة الأولى من أجل اقتناص ثلاثة نقاط تبقيه في السباق نحو العرس الكروي العالمي لأول مرة في تاريخه. واتضح منذ انطلاقة هذا اللقاء٬ الذي أداره طاقم تحكيم من أنغولا بقيادة هيلدر مارتنيز أمام جمهور قدر بحوالي 15 ألف متفرج٬ أن أبناء المدرب الدنماركي كيم أولسن اعتمدوا خطة ذكية مبنية على السرعة والضغط على حامل الكرة والسبق إلى ملء وسط الميدان مع محاولة بناء العمليات عبر التوغل من قلب الدفاع أو الانسلال عبر الأجنحة٬ في الوقت الذي نهج فيه أشبال المدرب رشيد الطاوسي أسلوب الاحتفاظ بالكرة وامتصاص حماس اللاعبين التنزانيين مع اللجوء إلى المرتدات السريعة في محاولة لزعزعة دفاع المنتخب المنافس. وتجلت خطورة المنتخب التنزاني في الدقيقة الثانية حيث هدد الدفاع المغربي بشكل صريح بعد محاولة للمهاجم مويتولا كازيموطو الذي صدت العارضة كرته ٬ قبل أن يوقف الحكم مارتنيز هذه العملية٬ بدعوى شرود. وعلى الرغم من سيطرة لاعبي منتخب تنزانيا على مجريات اللعب٬ فإن العناصر الوطنية قامت ببعض المحاولات الجادة كان أبرزها الضربة الرأسية للمهاجم حمزة بورزوق٬ الذي راهن عليه الطاوسي لخلخلة دفاع المنتخب المضيف٬ والتي مرت محاذية للعمود الأيمن لمرمى الحارس دوما كيسجا (د 9)٬ قبل أن يعود هذا الأخير دقيقة واحدة بعد ذلك ليهدر ببشاعة فرصة واضحة بعد تمريره كرة قوية تجاوزت زميله بلغزواني٬ الذي كان في وضع جيد داخل منطقة الجزاء. وفي الدقيقة 16 وعلى إثر تسديدة قوية من المدافع عصام عدوة تصدى لها الحارس كيسجا بصعوبة في المرة الأولى لتستقر الكرة بعدها أمام بورزوق٬ الذي صوب بقوة غير أن ردة فعل الحارس كانت رائعة وحالت دون هدف محقق للنخبة المغربية. وإذا كان الشوط الأول قد اتسم بالندية والتكافؤ بين المنتخبين لينتهي بالتعادل السلبي (0-0)٬ فإن الشوط الثاني جاء في مجمله لصالح المنتخب التنزاني. وساعد التغيير الناجح الذي قام به المدرب أولسن٬ أصحاب الأرض في قلب موازين المباراة ومعها آمال النخبة المغربية٬ حيث نجح في توقيع هدف مبكر كان من وراءه البديل طوماس أوليموينغو٬ من أول لمسة له (د 46) بعدما تخلص من المدافع عبد الرحيم الشاكر ومستفيدا من سوء التغطية على مستوى وسط الدفاع. وباتت العناصر الوطنية٬ عقب هذا الوضع٬ مضطرة للرد من أجل البقاء في السباق نحو انتزاع تذكرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم خاصة بعد الانتصار الكبير لمنتخب الكوت ديفوار على ضيفه الغامبي في المباراة الثانية عن المجموعة 3-0٬ غير أنها اصطدمت بصلابة وإصرار العناصر التنزانية. وفي الوقت الذي كان فيه اللاعبون المغاربة يحاولون العودة في نتيجة المباراة٬ أقدم التقني الدنماركي على تغيير آخر بإدخاله اللاعب أتومان إيدي٬ وهو التغيير المرادف لضخ دماء جديدة في شرايين زملائه وخاصة على مستوى وسط ميدان المنتخب التنزاني٬ الذي نجح في مضاعفة الغلة عبر نجمه مبوانا ساماتا في الدقيقة 67 ٬ قبل أن يضيف اللاعب نفسه الهدف الثالث قبل عشر دقائق من نهاية المباراة مستغلا الدفاع المغربي الهش والمهلهل. وفي المقابل٬ لم يفلح رشيد الطاوسي من خلال التغييرات التي أقدم عليها٬ في إعطاء أي جديد أو إصلاح الاختلالات الكثيرة خاصة في خطي وسط الميدان والدفاع. فقد أدخل الطاوسي كلا من إبراهيم البحري ونور الدين امرابط ويوسف العربي٬ لكن لاشيء لم يتغير٬ باستثناء نجاح لاعب فريق غرناطة الإسباني في إنقاذ ماء وجه كرة القدم المغربية بتوقيعه هدف الشرف والوحيد في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع (90+4)٬ وهو الهدف الذي لم يكن ليقلق راحة منتخب تنزانيا الذي تبقى إنجازاته على الصعيد القاري محصورة في مشاركة وحيدة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 1980. وتجمد رصيد المنتخب المغربي عقب هذه الهزيمة٬ وهي الأولى في التصفيات بعد التعادل في الجولتين الأولى والثانية مع منتخبي غامبيا ببانجول (1-1) والكوت ديفوار بمراكش (2-2)٬ عند نقطتين٬ في الوقت الذي رفع فيه المنتخب التنزاني رصيد إلى ست نقاط (فوزان وهزيمة) وعزز موقعه في المركز الثاني خلف المنتخب الإيفواري٬ المتصدر ب7 نقاط (فوزان وتعادل)٬ والذي فاز أمس السبت في أبيدجان 3-0 على نظيره الغامبي٬ الأخير بنقطة واحدة (تعادل وهزيمتين).