كان لا يجيب من يسأله ماذا ستفعل عندما تصبح كبيرا؟ درس سليم الشيخ(الصورة)، المزداد سنة 1972 بمدينة الرباط من أبوين يشتغلان بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، بالمدرسة العليا للتجارة وإدارة المقاولات، وبعد أربع سنوات حصل على دبلوم التسويق والاتصال، لكن نجاحه المهني في بعض الشركات المتعددة الجنسية وبعد ذلك على رأس الوكالة المستقلة للإشهار، بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لا يمنعه من ممارسة هوايته المفضلة، وهي العزف. يحب سليم الجاز حتى الثمالة، بل بقول مقربين منه، إنه ماهر في العزف على آلة القيثارة، وأنه بسبب انتسابه لعائلة متوسطة الدخل كان يستغل موهبته في العزف من أجل كسب بعض المال حتى يتمكن من متابعة دراسته في أحسن الظروف. يقول المقربون من الرجل، الذي أصبح الرجل السابع في تاريخ القناة الثانية والمعول عليه لإعادة التوازن لها، إنه يحدد هدفه سلفا، وغالبا ما يوفق وينجح بنسبة مئوية كبيرة في بلوغ الأهداف التي يرمي إليها. في هذا السياق يوضح نفس المصدر، اختار سليم الشيخ، بعد حصوله على شهادة البكالوريا الالتحاق بالمدرسة العليا للتجارة وإدارة المقاولات، ومن أجل ذلك فضل عدم تقديم أوراقه لأية مؤسسة أخرى، هل يفهم من ذلك أن سليم يثق في مؤهلاته إلى هذه الدرجة أم ماذا بالضبط، نسأل نفس المصدر؟ سليم يحب التحدي، وغالبا ما يكسب الرهانات التي يخوضها، لقد كان تلميذا متفوقا ولامعا، ولأنه كان دائما يضع هذا الهدف نصب عينيه، فقد تمكن دائما من أن يكون متفوقا أو على الأقل واحدا ضمن المتفوقين من زملاءه. درس بثانوية مولاي يوسف وبها حصل على شهادة البكالوريا موسم 1990 شعبة الرياضيات. استهوته الرياضيات وتشعباتها منذ الصغر، ونجح في فك معادلات الوصول لقمة إدارة القناة الثانية، وقبل ذلك عرف كيف يكسب ثقة فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لكنه كان الولد الذي فشل دائما في الإجابة عن السؤال المألوف:"ما الذي تريد أن تصبح عندما تكبر؟ هل كان عقله يدرك أنهم لن يصدقوا أن يتحول ولد من أسرة متوسطة إلى مدير لقناة عمومية وأن يعول عليه، هو الذي لازال في بداية حياته المهنية لإعادة توازناتها المالية؟ على الصعيد المهني بدأ حياته المهنية، مباشرة بعد تخرجه، بمجموعة "بيل" المنتجة لجبنة "البقرة الضاحكة" و"كيري" كمساعد مدير الإنتاج، حيث قضى حوالي ست سنوات بهذا المنصب قبل أن يلتحق سنة 2002بقسم الماركتينغ بمجموعة Unilever Maghreb،حيث سيتولى مهمة تكوين أطر هذه المؤسسة العملاقة، لكن سنة بعد ذلك سيطلب منه العودة لمجموعة بيل لتولي منصب مدير قسم الماركوتينغ، وهي المهمة التي سينجح فيها طيلة السنتين المواليتين، بما أنه في شهر يناير 2006 اقترح عليه تولي منصب بمقر الشركة بالعاصمة الفرنسية باريس، وهو المقترح الذي قال إنه يقبله، لكن لفترة محددة. ستة أشهر بعد ذلك سيتولى منصب مدير عام الوكالة المستقلة للإشهار للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. فماذا يخبئ القدر لسليم الشيخ؟ ""