على غير عادته، يعيش المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، الذي تخرجت منه شخصيات مهمة في المغرب من قبيل الطيب الفاسي الفهري، مستشار الملك ووزير الخارجية والتعاون سابقا وعبد العزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل، على وقع إضراب مفتوح في أسبوعه الثالث على التوالي، نفذه طلبة المعهد، احتجاجا على "تراكم مجموعة من المشاكل والاختلالات على مستوى تدبير الحياة الدراسية بشكل عام". ويطالب الطلبة المحتجون من جميع الأسلاك الدراسية، بإصلاح الشق البيداغوجي للمعهد، كمطلب أساسي، حيث يشتكي الطلبة المهندسون من "عدم إدراج مواد جديدة تتماشى مع متطلبات سوق الشغل"، و"افتقار المنظومة الجديدة إلى رؤيا واضحة للتوجه العام لكل شعبة"، بسبب ما أسموه "التغيرات المستمرة التي تقع على مستوى المواد المقترحة بالنسبة لكل تخصص". من جهة أخرى، دعا بيان للجنة الطلبة المضربين عن الدراسة، توصلت به هسبريس، إلى تفعيل البنود التي تهم منح الطلبة وفرص التداريب والمشاركة في المشاريع العلمية التي يحصل عليها المعهد، والشروع الآني بأشغال الإصلاح على مستوى "كل تجهيزات المعهد، بما فيها إقامة الطالبات". في السياق ذاته، قال أمين، ممثل طلبة المعهد أن الإدارة قبلت الحوار معهم، "لكنها تكتفي فقط بإعطاء وعود لا تنفذ في غالبها كما يحصل معنا كل سنة"، مضيفا أن الطلبة، زيادة على المشاكل المذكورة، يتضررون من "أخطاء البرمجة التي تتحمل مسؤوليتها الإدارة السابقة للمعهد" . وأوضح ممثل الطلبة المحتجين أن للمعهد لا يتوفر على قاعة للدراسة "بسبب تأخر أشغال المكتبة"، إضافة إلى ضعف تجهيزات المدرجات، "مما كان له أثر سلبي على نتائج الأسدس الأول الذي شهد رسوب عدد كبير من الطلبة قبل نهاية السنة الدراسية في سابقة من نوعها في تاريخ المعهد". فيما يخص الطالبات، فيقول أمين أن داخلية المعهد تعرف "حالة مزرية"نتيجة "انعدام أبسط شروط الحياة الكريمة"، موضحا أنها "تستقبل ضعف العدد القانوني هذه السنة (طالبتين لكل غرفة عوض طالبة) بسبب تأخر انطلاق أشغال بناء الداخلية الجديدة"، مطالبا بالشروع في أشغال بناء مختلف المرافق المبرمجة في قانون الملية لسنة 2013، على حد تعبير المسؤول الطلابي.