عنوان غريب بعض الشيء ، لكن لن يصل لغرابة واقعنا .. اخترت طريقا آخر ، لن أحرق إجازتي أو أمزقها و لن أذهب للبرلمان للاحتجاج برفقة زملائي '' المعطلين '' و أعني بزملائي المعطلين ، الحاصلين على الشهادات الجامعية و ليس من باب الإنتماء لهيئة تدافع عن نفسها أو عن حاملي الشهادات .. آه نسيت أن أعرف بنفسي ، أنا '' و أعوذ بالله من قول أنا '' شاب مغربي ، 26 سنة و 7 أشهر ( الأشهر مهمة بالنسبة لي ، فمنذ أن أصبحت مصنفا ضمن البطاليين و أن أعدها عدا و لا أقبل الزيادة فيها أو النقصان ، أما عمري فقد وجدت أنه من واجبي ادراجه ربما لأن العرف اقتضى أن يكون التعريف بالإسم ملازما بإدراج العمر !! ) على أي لنكمل موضوعنا الأهم ، حاصل على شهادة مكتوب على واجهتها بالفرنسية ما معناه '' الإجازة في الإقتصاد '' ، الجملة السابقة مكونة من كلمتين ، إجازة و تعني أنها تجيز لك العمل '' !!! '' أو إكمال دراستك '' زعما الماستر !!! '' ، لكن في الواقع تجيز لك الدخول لعالم البطالة من أبوابه الواسعة و تصبح بفضلها معطلا حاملا لشهادة جامعية و الأمر ليس بالهين ، انجاز في حد ذاته !! أما الكلمة الثانية فهي '' الإقتصاد '' لن أتفلسف كثيرا في التحدث عنها ، فعلاقتي بها أصبحت متوثرة و مجمدة منذ مدة !! ، و رصيدي البطالي سنتين '' معطل مع وقف التنفيذ ''. سأحيلكم الآن لمعنى العنوان الذي اخترته '' إجازتي للبيع ... من يشتري !! '' ، لست منظرا و لا عالما اكتشف أو اخترع منهجا خاصا به ، لكن موقفي عبارة عن لحظة من لحظات '' كثرت الهم كضحك '' ، لن أحرق يا سادة إجازتي '' اللي ضربت عليها تمارة '' و '' اللي خلص فيها الواليد من جيبو من نهار دخلت للروض '' و '' اللي عيات معايا الوالدة و أساتذتي اللي قراوني و اللي علموني و حتى اللي كانو كايتفلاو علينا '' ، لن أمزقها في لحظة اكتئاب أو احباط أو فقدان أمل ، لا و ألف لا !! و لكن يمكنني أن أبيعها !! سأبيعها لمن يقدر ثمنها '' نڭلسو أنا و ياه و نديرو التقييم من نهار دخلت فيه للقسم الأول الإبتدائي '' !! ، الأمر ليس مزحة أو كذبة أبريل في شهر مارس ، و جاد في كل كلمة أقولها ، سمعت عن برلمانيين و أغنياء '' اللي بغاو الإجازة من أجل البريستيج الإجتماعي '' و أطر تشتغل بوظائف عمومية '' من هادوك للي تانسميوهم بالأشباح '' أو بالموظفين و المستخدمين '' اللي بغاو يترقاو ف عملهم و يزيدوهم ف المانضة تعاونهم ف دواير الزمان'' ... و غيرهم ممن يبحثون و يفعلون المستحيل للحصول عليها !! لم أصل بعد لدرجة الذين يبيعون أعضاءهم من أجل سد رمق جوعهم ، و لست محتاجا و الحمد لله '' ماعنديش و ما خصنيش '' .. البعض سيقول أنه تزوير و مستحيل و '' غير تانخربق '' ، إعلاني مجرد فضفضة لا تعدو أن تكون '' تخربيقات '' لن يفهم معناها و لن يشعر بها سوى المعطلين أمثالي '' و كما قالو ناس زمان : ما تيحس بالمزود غير اللي مضروب به '' !! كنت أسمع '' هادشي فاش كنت ف الإعدادي و الثانوي '' أنه من لم يكمل دراسته '' يستاهل تمارة ف حياتو ، لم أكن أدرك ما أسمعه مع مرور السنين اكتشفت '' أن المعنى ديال الهضرة تاعهم كاتعني : اللي ماقراش و كمل و شد الدبلوم أو الشهادة يستاهل يضرب تمارة '' ، لكن ما اكتشفته بعد أن أصبحت ناضجا و بعد أن أصبح عقلي الصغير يميز شيئا ما أن '' اللي قرا و اللي ماقراش نفس الشيء '' الفرق بينهما أن الأول معطل و الثاني معطل مجاز '' زعما مجاز يكون معطل '' و الفرق الآخر أن الأول '' يستاهل تمارة و الثاني يستاهل تمارة مضروبة على جوج : تمارة د الدراسة و تمارة د البطالة و التعذيب النفسي '' !!. لست محبطا و مازلت متفائلا رغم كل ما أدونه ، فقط أحكي الواقع كما ألاحظه و غيري كثيرين '' و كفس من حالتي و صابرين '' و الحمد لله . يوما عن يوم أزيل مقولة من مقولات أجدادنا لأني لم أعد أصدق لا مغزاها و لا معناها '' مساكن غي ڭالو و حنا تانڭولو من بعدهم !! '' ، لكن سأكسر القاعدة هذه المرة و سأختم بمقولة قالها أجدادنا فبعض من معناها يوجد في القرآن الكريم ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم ) .. إخواني أخواتي المعطلين و المعطلات : '' كل تأخيرة فيها خيرة كل واحد و رزقو و كل واحد و زهرو و آش مخبي ليه القدر .. لا تقنطوا من رحمة الله .