طالب صبري الحو، أحد المحامين الذين نصبوا أنفسهم للدفاع عن حسن البلوطي، الذي قتل ثلاثة من زملائه، داخل مفوضية الشرطة ببلقصيري، بإجراء تحقيق نزيه في كل وقائع الفساد التي سردها المشتبه فيه، مع تقديم الفاعلين أمام العدالة. المحامي بهيئة بمكناس ورئيس المركز المغربي للحريات والحقوق، أكد في اتصال ب"هسبريس" أنه قرر الدفاع عن البلوطي بمعية العديد من المحامين، لتوفير حق الدفاع للمُتهم، ولكونه يعتبر أن الشرطي حسن البلوطي ضحية الفساد وضحية ظروف العمل المتردية والضغوط النفسية المرتبطة بعمل الشرطة والأمن بصفة عامة. مشيرا في ذات التصريح، إلى أن رجال الشرطة هم في عمل دائم ليل نهار وعلى مدار السنة، بل منهم من لم يدق عطلة ولا رخصة طوال حياته، لهذا، اعتَبَرَ، رفقة زملائه، أن البلوطي ضحية، وجب توفير حق الدفاع له. وأبدى الحو تخوفه من شروط التحقيق، التي قال عنها إنها "خارج الضمانات القانونية، في غياب دفاع المُتهم"، مؤكدا ل"هسبريس" أن تخوفه راجع لغياب شروط المحاكمة العادلة التي يفترض تفعيلها منذ وضع المشتبه فيه تحت الحراسة النظرية وبداية استنطاقه. واستطرد محامي الشرطي المُتهم، حسن البلوطي، مصرحا، أن الجمهور سيطلع فيما بعد على رواية تتداول بكثرة مفادها أن المشتبه فيه، قد خُير بين التزام الصمت وحضور الدفاع، فآثر وفضل التصريح والكلام، وهي العبارات التي لا يخلو أي محضر منها، إذ لم تسجل حالة حضر فيها دفاع أثناء الاستنطاق تفعيلا لمقتضيات المادة 66 من قانون المسطرة الجنائية، وهي الأسباب التي تفتح الباب أمام حالات لتزوير المحاضر. ولم يخف الحو تخوفه من أن ما ستكشف عنه محاضر التحقيق المنجزة من قبل الضابطة القضائية التي تتولى وبأمر من الوكيل العام بالقنيطرة إجراءات البحث التمهيدي من حقائق حول الرشوة المستشرية بجهاز الأمن والزبونية والتمييز وسوء المعاملة، لن تتجاوز تلك القطعة الصغيرة من الثلج التي تظهر فوق الماء، وتخفي تحتها جبلا من ملفات الفساد. مُطالبا في الوقت ذاته، بإجراء تحقيق نزيه في كل وقائع الفساد التي سردها المشتبه فيه، وتقديم الفاعلين أمام العدالة.