تعزز موقع المرأة في المجتمع وتعاظم دورها في مختلف مجالات الحياة العامة بالمغرب.ومن بين المجالات التي اقتحمتها في السنوات الأخيرة مجال الوقاية المدنية وهو اختراق لعالم ظل حتى الأمس القريب حكرا على الذكور٬ لتبث بذلك شجاعة ورباطة جأش في حماية الأرواح والممتلكات. ومنذ أن بدأ عمل المرأة في مجال الوقاية المدنية في المغرب بعد سنة 1998 أصبح عملها اليوم يشمل مختلف التخصصات في هذا الميدان ٬ وباتت تتوفر على كل المؤهلات لمواجهة الحرائق والكوارث والحوادث٬ مهما بلغت درجة خطورتها. فعلى غرار الرجل٬ تخرج المرأة مخاطرة بحياتها في عمليات الإنقاد والإطفاء والإسعاف الطبي والإسعاف المتخصص٬ فضلا عن عملها في تقديم الدعم النفسي والتدريب٬ والإعلام والتثقيف الوقائي٬ دون إغفال دورها في عدة مجالات من قبيل التخطيط والدراسات الوقائية والتأكد من مطابقة التصاميم الهندسية لمتطلبات الحماية المدنية والوقاية. وفي هذا الإطار٬ تقول أمينة بوزرديكن٬ الرقيب بالقيادة الإقليمية بالرباط٬ إن "حب هذه المهنة النبيلة التي تقوم على إسعاف المصابين" هو ما جعلها تقتحم هذا المجال إلى جانب الرجل من دون تردد٬ سيما وأن المرأة٬ تضيف أمينة٬ باتت اليوم تشغل كل الوظائف ومن دون استثناء. ولفتت إلى أن الروح الجماعية الذي تسود عناصر الوقاية المدنية منذ مرحلة التدريب النظري والتطبيقي إلى مرحلة العمل الميداني جعلتها تتشبع بقيم التفاني والتضحية في إنقاذ الأرواح والممتلكات٬ دون أدنى اعتبار للانتماء الجنسي. وبخصوص نظرة المجتمع النمطية لدور المرأة في العمل الوقائي٬ اعتبرت أمينة أن تلك النظرة القائمة على تحجيم عمل المرأة في هذا المجال أظهرت اليوم محدوديتها وقصرها٬ سيما وأن الانجازات التي تضطلع بها المرأة العاملة في الوقاية المدنية حتى الآن "تعد مصدر فخر لنا جميعا". وعن الإكراهات التي قد تفرضها المزاوجة بين العمل والالتزامات الأسرية للمرأة٬ عزت نجاحها في التوفيق بين الأمرين إلى حسن التدبير والتنظيم الذي يعد أيضا "جزءا من العمل الوقائي الذي يقتضي الصرامة والانضباط". وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة٬ تمنت أمينة وضعا أفضل لكل النساء من خلال تعزيز حضورها في كل مناحي الحياة العامة٬ واختراق "الجدران الواهية" التي من شأنها أن تحول دون إسهام فعلي للمرأة في خدمة المجتمع. ❊ و.م.ع