تكريما للحضور النسوي في مجال الوقاية المدنية ومساهمتها إلى جانب الرجل في تكريس المهام الإنسانية النبيلة لهذا المجال، وقع الاختيار على المرأة لتكون رمزا للاحتفاء باليوم العالمي للحماية المدنية والدفاع المدني لهذه السنة (فاتح مارس). وينبع شعار «دور المرأة في الحماية المدنية والدفاع المدني» الذي اختير لهذا الحدث في 2011، من المكانة التي يحتلها العنصر النسوي في هذا الميدان كما في مجالات أخرى كانت حكرا على الرجل، خاصة المتعلقة بالأعمال الميدانية والتي تعتبر في حكم خدمات القرب. كما أن الاحتفاء بالمرأة الإطفائية اعتراف ضمني وإدراك عميق لدورها في المجتمع ومساهمتها القيمة في خدمته ورفعته وتقديم النموذج الحقيقي والعملي للمرأة الواعية في عالم متغير. لذلك، فليس مصادفة أن يعتبر الأمين العام لمنظمة الحماية المدنية والدفاع المدني في رسالته بمناسبة هذا اليوم العالمي، أن المرأة أصبحت جزءا من هذا المجال، لما تقوم به من عمل ميداني كضابطات وضابطات صف وأعوان وطبيبات، وفي الإسعاف الطبي والإسعاف المتخصص، والدعم النفسي والإطفاء والإنقاذ والتدريب. وأضاف أن الأهم من ذلك، هو عملها في الإعلام والتثقيف الوقائي تحقيقا لمفهوم الحماية المدنية والدفاع المدني الشامل، لإشاعة ثقافة أمنية وحماية مدنية بالمجتمع، دون إغفال دورها في عدة مجالات منها التخطيط والدراسات الوقائية والتأكد من مطابقة التصاميم الهندسية لمتطلبات الحماية المدنية والوقاية. وجاء في الرسالة، إن المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني وهي تجعل المرأة في قلب الاحتفاء باليوم العالمي، إنما تتوافق مع الركب الأممي في تكريم النساء ومساندتهن في منحهن الوضع الملائم الذي ينبغي أن تكن فيه. ومن حسن الطالع أن يتوافق الاحتفاء بالمرأة في الحماية المدنية في فاتح مارس مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة. واعتبر الأمين العام أن هذا التزامن هو مصدر إلهام للمنظمة للانتقال بهذه الاحتفالية إلى المستويات الدولية التي تستحقها المرأة وتعزيز موقعها ودورها الحقيقي والفاعل في المجتمع، وبما يتناسب مع قدراتها وثقافتها ومعتقداتها، ولتسليط مزيد من الضوء على المجالات الواسعة التي يمكن للمرأة أن تقوم بها في مجالات الحماية المدنية والدفاع المدني. ودعا الأمين العام لمنظمة الحماية المدنية والدفاع المدني، إلى المزيد من الاهتمام بالمرأة من ناحية التعليم والتدريب بما يساهم في رفع مستوى أدائها، ولتصل إلى مصاف الاحتراف في الميدان العملي، حاثا كافة البلدان على الاستمرار في الاحتفال بالمرأة في الحماية والدفاع المدني أطول فترة ممكنة، عبر أنشطة مبرمجة للعمل على تشجيع المرأة للانخراط في هذا الميدان وبما يسهم في توضيح مهام الحماية المدنية والدفاع المدني. وفاتح مارس يرمز لدخول دستور المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني حيز التنفيذ في مثل هذا التاريخ من سنة 1972 . وقد تم تحديد هذا اليوم بناء على القرار رقم 8 للجمعية العامة التاسعة للمنظمة، حيث اعتمدت في 18 دجنبر 1990 اعتبار الفاتح من مارس يوما عالميا للحماية المدنية. وفي عام 1931، قام الطبيب الفرنسي جورج سان بول بإنشاء «جمعية مشارف جنيف» واتخذ من باريس مقرا لها، لتنبثق من هذه الجمعية المنظمة الدولية للحماية المدنية. وكان سان بول من خلال الإشارة إلى مدينة جنيف، مسقط رأس هنري دونان مؤسس حركة الصليب الأحمر، يرمي إلى إيجاد مناطق محايدة أو مدن مفتوحة وآمنة يمكن للمدنيين اللجوء إليها في حالة الحروب والنزاعات. وفي سنة 1933، أصدر مجلس النواب الفرنسي، وبإيعاز من الجمعية، قرارا يدعو فيه عصبة الأمم إلى دراسة السبل المؤدية إلى إنشاء مواقع في كل دولة، تكون بمأمن من الأعمال العسكرية زمن النزاعات، وذلك استنادا إلى اتفاقيات تعتمدها عصبة الأمم. وأصدر المؤتمر الدبلوماسي عام 1949 بجنيف اتفاقية رابعة بعد الثلاث الأولى بحماية المدنيين زمن النزاعات المسلحة، وذلك قبل سنة 1958 التي أصبحت فيها المنظمة الدولية للحماية المدنية منظمة غير حكومية. وقد تم اعتماد دستور للمنظمة في سنة 1966 حيث صادقت عليه 18 دولة عضوا، وهو الدستور الذي دخل حيز التنفيذ من قبل أعضائه في الفاتح من مارس 1972 . والهدف الأساسي الذي تنشده المنظمة هو توعية الأفراد بمهام الأجهزة الوطنية للحماية المدنية على اختلاف تسمياتها، ألا وهي حماية الأرواح والممتلكات والبيئة.