تعيش أمتنا العربية و بلادنا لحظة من ادق اللحظات و نحن نتعرض لأخطر امتحان نمتحن له في إيماننا وفي صلابتنا في حفاظنا على مقومات إسلامنا و تقاليدنا و تاريخنا و ارث جدودنا كما نتعرض أكثر من ذلك لأخطر غزوة لا تستهدفنا نحن وحدنا، وإنما تستهدف كل قيمنا و اخلاقنا التي من شانها ان ترفع الهمم و تقود لصناعة نهضة و حضارة جديدة. لا أتكلم في مداخلتي المتواضعة عن الاخلاق و القيم من اجل الدعاية السياسية الضيقة و لا من اجل التقليل من المجتمع او جلده او رجمه و انما لخشيتنا على قيم المبادئ و الاخلاق و الفضائل عند أبناء هذه الأمة التي أراد لها الله أن تكون خير أمة أخرجت للناس و مع يقيننا ان هذه القيم الخالدة لا يمكن أن تموت أو تزول كما أن مبادئ الشرف والأمانة والكرامة والعزّة والوفاء والإخلاص باقية الى يوم الدين ببقاء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه و شباب تشبع بحب هذا الوطن و اصالة هذا الوطن. إن عدم التكامل بين القيم والسلوك قد يصبح ظاهرة اجتماعية و تتطبع معه شرائح المجتمع المختلفة و ذلك بسبب تغيرات سريعة يمر بها المجتمع أو بسبب النفاق الاجتماعي وقد يكون السبب راجعا أصلا إلى جهل العلاقة الموجودة بين الإيمان (الاعتقاد) والفعل كما قد يرجع إلى تغير القيم نفسها بسبب تبني اعتقادات جديدة واعتناق نظام فكري جديد. ان التغير في القيم أكثر أنواع التغير البنائي أهمية كما أن القيم تؤثر تأثيرا مباشرا على مضمون الأدوار الاجتماعية، والتفاعل الاجتماعي، وهذا يتطلب النظر إليها باعتبارها أكثر أهمية من غيرها من التغيرات كما أن التغير الثقافي أعم وأشمل من التغير الاجتماعي الذي يشير إلى التحولات على النظم الاجتماعية والوظائف التي تضطلع بها. ولاشك، أن تحليل الحضارة الإسلامية يبين أيضا أن أهم تغير أحدثه الإسلام في نفسية الأفراد وبنية ووظيفة المجتمع كان أساسا تغيرا في القيم الأخلاقية مما كون شخصية جديدة ومجتمعا جديدا استطاعا بناء حضارة على أسس وقيم أخلاقية سامية ومتباينة مع ما سبقها من أسس وقيم. وقفات مما لا شك فيه أن السياسة بلا أخلاق إجرام في حق المجتمع رغم ان المفهوم السائد عند كثير من ساسة بلادنا و نخبها بأن السياسة بلا أخلاق أو أن المجال السياسي هو مجال مفرغ من القيمة الأخلاقية. فبلادنا في أمس الحاجة لمسؤولين و منتخبين يقفون لجانب الشعب و الشرائح المحرومة التي تعيش شظف العيش و قسوة الإهمال و وخز خيانة الأمانة. • وقفة تضمن لكل المغاربة الإحترام الكامل فى مصالح الدولة والتخلص من سياسة فتح الأدراج التى يعشقها بعض الموظفين وغير الموظفين. • وقفة يتم من خلالها إصلاح التعليم بما يتوافق مع قيمنا و مبادئنا دونما تدخل من غيرنا. • وقفة تتيح للعلماء أن يبحثوا ويطوروا علومهم لينهضوا بركب الحضارة وموكب العلم والتقدم والرقى وتكافىء المجتهدين منهم وترفع من شانهم وتشحذ عزائمهم حتى ينهض بهم الوطن وترتقي الأمة. • وقفة تفتح باب حرية الكلمة على مصراعيه وتنهى بلا رجعة سياسة تكميم الأفواه ومصادرة الأفكار وكبت الحريات وإحتكار حق الكلام والتعبير عن الرأى وحرمان المثقفين من النهوض بالمجتمع والأخذ بيده إلى نور العلم والمعرفة والحضارة • وقفة تعتبر بكل امانة ان الشباب سواعد التنمية و البناء و العمار و دورهم استراتيجي او دورهم ضروري و الاهتمام بهم معطا حتمي لمن اراد النهضة و الحضارة. • و قفة ترد الاعتبار لمعنى الوطن فإن كلمة الوطنية ليست كلمة إنها آلاف الافعال والأفكار والقيم والمثل قيم العدل والمساواة والحب والأمن والطمأنينة والقيم التى توفر العزة والكرامة إن الوطن فى رأينا أرض طيبة طاهرة وشعب طيب معطاء يعيش عليها وتتوفر فيها قيم الأخلاق و المبادئ و الفضائل. نتكلم عن الأمل بلغة الأمل قد تضعف همّة المرء منا وينهار إيمانه بقضيته وينتابه الشكّ في عدالة ونبل الهدف الذي يسعى من أجل تحقيقه وقد يصاب أحدنا باليأس ويسيطر عليه العجز وتتملّكه عدم القدرة على مواصلة الطريق فيقف خائر القوى مشلول الحركة أو يتخذ لنفسه موقع المتفرّج من أعلى الربوة. و هناك منا من يردد لا أمل، لا أمل، لا أمل في أيّ إصلاحٍ أو تغييرٍ أو تطوير.. لا أمل في أن نخرج من تبعيّة الغرب ومن الضعف و الهوان.. لا أمل في أيّ شيءٍ، ما دام هذا المستورد هو غذاء عقول ونفوس ووجدان وضمائر أجيالنا. لا يشفي الجسم إلا الجسم نفسه. فإذا فقد الجسم قدرته على شفاء نفسه، فلن ينفع عشرات الأطباء ومئات الأدوية… كذلك الحال بالنسبة للمجتمع، وفي رأينا أن أهم وسيلة لخلق أجواء صحية هو تجسيدها في عملنا وتعاملنا. من هنا، فإن أول خطوة في أية عملية تجديد تتمثل بالشفاء من "المخدرات" السائدة في أسواق الفكر والتعليم والتنمية والثقافة والترفيه. اختتم وأقول يجب ان نتجند جميعا لنستل جرتومة الداء الذي بدا يستشري في دماء مجتمعنا بيد نقية تقية بيضاء متسامحة و طيبة ،فلا شك و لا ريب ان مجتمعنا قد اصيب بامراض خطيرة و موجات استيلاب حضاري مزمنة و علل كثيرة و تعرض جسد المجتمع لداءات مؤلمة . و قد ان الاوان لتشخيص الداء و لتحديد الدواء و طلب الشفاء و الا فان اعظم البلاء ان نغفل عن الداء و ان نعرض عن الدواء و ان لا نسعى للشفاء فما اشقى من تغافل عن دائه و اعرض عن دوائه و لم يسعى في شفائه فظل في ضنكه و شقائه. فقد ان الاوان لنعلي الهمة و نجيش الطاقات الهائلة في مجتمعنا لتعود النهضة من جديد و تعود بلادنا الى المكانة التي اراد لها الرب العلي و الحبيب النبي صلى الله عليه و سلم. و صدق من قال: انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا * كاتب جهوي لشبيبة العدالة و التنمية