انتقد أحمد أرحموش، رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة "أزطا أمازيغ"، التصريحات التي أدلى بها أخيرا أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية IRCAM لإحدى الصحف المغربية، حين قال إن مبادرة فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب بخصوص تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية "تجانب الصواب سياسيا وقانونيا ومسطريا". وردا على سؤال من الجريدة ذاتها بخصوص "مقترح قانون تقدم به الأحرار لا يذكر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية نهائيا حيث طرح بديلا عنه"، أجاب بوكوس بأن "هناك جهات تقف خلف المشروع معروفة عدائها للمعهد منذ إحداثه، على الرغم من كل ما حققته المؤسسة من منجزات لا ينكرها إلا جاحد". وقال أرحموش، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "هناك استياء عميق لدى عدد من الفاعلين الديمقراطيين من تصريحات عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية"، مضيفا بأن "تصريحه مرفوض سياسيا وقانونيا وأخلاقيا، لكونه ينم من جهة عن الغباء السياسي، ومن جهة أخرى عن جهل بمقررات الوثيقة الدستورية المعدلة، ومساس بمصداقية عمل المنظمات السياسية والجمعوية"، وفق تعبير المتحدث. وذكّر المحامي بهيئة الرباط بما راكمته "الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة" في مساراتها النضالية منذ عقد من الزمان، وما خلصت إليه الجمعية في تجربتها في وضع مقترح مشروع القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية". وتابع الناشط الأمازيغي بالقول "أنْ يبادر حزب التجمع الوطني للأحرار، وغيره من الأحزاب السياسية، في إيداع مقترح مشروع القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية بلجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بالغرفة الأولى من البرلمان، وأن تقوم بنفس الدور أحزاب أخرى بالغرفة الثانية، فذلك من صلب مهامها الدستورية والقانونية والمسطرية". وأفاد أرحموش بأن "الخرجة الجديدة للسيد العميد تفتقد للشرعية القانونية والدستورية كما السياسية"، مشيرا إلى أن "مشروع مقترح القانون التنظيمي الذي أعدته "أزطا أمازيغ" طيلة 11 شهرا من العمل، كان بمقاربة حقوقية وعلمية وتشاركية ساهم فيه ما يزيد عن 654 ناشط وناشطة جمعويين وخبراء، كما ساهم في نقاشاته أغلب أعضاء المجلس الإداري للمعهد، وقُدم من قِبل حزب التجمع الوطني للأحرار، ومن ضمن نوابه المناضلة فاطمة شاهو المعروفة بتباعمرانت التي تعتبر في نفس الوقت عضوا بالمجلس الإداري لذات المعهد". واستطرد الناشط بأنه "من شأن فشل سياسة المعهد، وفشل مقاربة وأسلوب تدبير السيد العميد لهذه المؤسسة، أن يؤدي إلى افتقاد العميد لتوازناته، إذ بدلا من أن يتفرغ لمعالجة المشاكل العويصة التي خلفها أسلوب تدبيره وطبيعة النص التنظيمي المؤسس للمعهد، يلاحظ أنه يستمر في التلويح بخطابات جوفاء وحرب عشواء ضد "الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة". وأعرب أرحموش، في ختام تصريحاته لهسبريس، عن أمنيته من أن "لا يكون العميد يتحدث في خرجاته الإعلامية باسم مؤسسة عُين فيها بظهير من قبل الملك، ومرد ذلك أن مسؤولياته بهذه المؤسسة لها ارتباط مباشر بالسلطة التي عينته"، مشيرا إلى أن "خرجات بوكوس قد تُفهم بأنها صادرة بعد تشاور واستشارة مع هذه السلطة" على حد قول الناشط الأمازيغي.