اضطر ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والنائب البرلماني عن الحزب نفسه، إلى الاعتذار عن اتهامات وجهها للحكومة بعرقلة عمل المعارضة، بعد تدخل لادريس الأزمي وزير الميزانية خلال انعقاد لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب صباح الثلاثاء، أكد فيه أن الحكومة لا نية لديها لعرقلة مقترحات أحزاب المعارضة، وأنه حرص على حضور اللجنة من أجل الاستماع إلى تقديم مقترح قانون لفريق من المعارضة، مضيفا في معرض رده على احتجاج لشكر على تبسمه في وجه محمد حنين رئيس لجنة العدل والتشريع، بأن التبسم في وجه الأخ صدقة وأعاد الحديث المعروف "تبسمك في وجه أخيك صدقة" ثلاث مرات، فما كان للشكر إلا أن سحب كل ما قاله في حق الحكومة، ليسترسل في تقديم مقترح قانون يروم إحداث هيأة قضايا الدولة. وكادت أشغال اللجنة المذكورة أن تأخذ ابعادا أخرى، بعد أن اعتبر لشكر تدخلا لعبد الله بوانو رئيس فريق العدالة والتنمية أثار فيه الانتباه إلى مشكل تقديم عدد من مقترحات القوانين في اللجنة دون أن يستكمل فيها النقاش مساره، كما وقع مع مقترح قانون يتعلق بالحق في الوصول إلى المعلومة، ومقترح قانون يتعلق بلجان تقصي الحقائق، -اعتبر لشكر- التدخل محاولة لعرقلة المقترحات التي تأتي بها فرق المعارضة، قبل أن ينفجر في وجه بوانو قائلا إن الزمن الذي كانت فيه الحكومة تعرقل مقترحات المعارضة قد ولّى، مهددا باللجوء إلى الفصل 10 من الدستور والذي ينص حسب قراءة لشكر على إحالة مقترحات القوانين على الجلسة العامة مباشرة دون المرور عبر اللجن التي اعتبرها أيضا لشكر مجرد شكليات. بوانو وفي تعقيبه على كلام لشكر، أبرز أن ما نص عليه الدستور من مقتضيات يجب ألا يُتعامل معها باجتزاء، مشيرا إلى فقرات من المواد التي تحدث فيها الدستور عن أدوار المعارضة وكيف يمكنها أن تلعبها بشكل قانوني، مشددا على أن حزبه لم يكن يوما ضد المعارضة "بل بالعكس يشجع عمل المعارضة، وحضورنا اليوم للاستماع لتقديم مقترح قانون لأحد فرق المعارضة دليل على ذلك"، يضيف بوانو مؤكدا أن حزبه لن يقبل بممارسة أساليب مورست عليه من قبل، عندما كان في المعارضة "في وقت كان فيه رؤساء فرق يرفعون أشغال اللجن البرلمانية بمجرد تلقيهم لمكالمات هاتفية"، مبينا أن الأغلبية الحالية بمجلس النواب تمتلك قرارها وليست مجرد آلية للتصويت، وهو الموقف الذي التقطه النائب عن حزب الاستقلال، عبد الواحد الأنصاري الذي ثمن تعقيب بوانو واعتبر تدخله في بداية الاجتماع لا يفهم منه إطلاقا الرغبة في عرقلة عمل أي فريق وإنما كان مجرد تنبيه إلى واقع تعرفه لجنة العدل والتشريع. الاجتماع المذكور عرف أيضا احتجاج النائبة عن حزب العدالة والتنمية آمنة ماء العينين، على ادريس لشكر بعد انتقاده لتبادل الوزير الأزمي والنائب حنين للابتسامة، داعية لشكر إلى العودة إلى إطار النقاش الذي تنعقد من أجله اللجنة حتى تمنحه الحق في الاستماع والانصات، تقول النائبة المذكورة. يُشار إلى أن حضور ادريس لشكر في الاجتماع المشار إليه، هو الأول من نوعه بعد اندلاع الخلافات داخل حزب الوردة، واتخاذ الفريق الاشتراكي لقرار مقاطعة مؤسسة الحزب التي يمثلها لشكر.