كل من شاهد المقابلات التي مرت من بطولة امم أوربا 2008والتي تجري أطوارها بسويسرا والنمسا إلا ويعجب بأداء المنتخب التركي لكرة القدم وحماسة لاعبيه. "" فبعد البداية المتواضعة للأتراك أمام البرتغال وهزيمتهم بهدفين للاشيئ، عادوا بقوة في مقابلتهم أمام سويسرا واستطاعوا إحراج أصحاب الأرض وهزيمتهم بهدفبن مقابل واحد بعد أن كانوا متخلفين بهدف لصفر. في المقابلة الثالثة الكل كان موقنا بفوز المنتخب التشكي على نظيره التركي نظرا لخبرة التشيك ومردوديتهم المتميزة وأداء اللاعبين المهاري، لكن وضد مجرى اللعب ، وبهدفين في آخر ثلاث دقائق من المباراة قاد المهاجم الخطير نهاد قهوجي المنتخب التركي لتحويل تخلفه أمام المنتخب التشيكي إلى فوز ثمين 3/2 والتأهل لدور الثمانية في البطولة وقدم الأتراك درسا رائعا في الروح القتالية وحب الوطن. لتستمر قمة الاثارة في آخر دقيقتين من مباراتهم مع المنتخب الكرواتي، حيث تقدم المنتخب الكرواتي بهدف سجله في الدقيقة 119 ثم يعادل البديل سميح سينتورك للمنتخب التركي في الدقيقة 120 ليحتكم الفريقان على ضربات الترجيح التي كانت لصالح الأتراك بثلاثة ضربات ناجحة مقابل واحدة. العبرة في كرة القدم ليست بالأسماء الكبيرة أو المحترفين اللامعين أو حتى بالتاريخ الرياضي للدول بل بالروح القتالية التي يلعب بها اللاعبون وحبهم لوطنهم قصد تمثيله في منصات التتويج، وهذا مافعله الأتراك عندما وصلوا إلى ربع نهاية بطولة اوربا 2000 والمركز الثالث ببطولة كأس العالم 2002، وعندما يخرجون منتخبات سويسرا والتشيك والكروات من حلبة المنافسة الأوربية الحالية بمنتخب يضم ثلاثة محترفين فقط. أما آن للمغاربة أن يأخذوا العبرة من الأتراك، ويلعبوا بنفس الطريقة القتالية والحماس ونحن الذين عرفنا عبر التاريخ بمقاومة الاستعمار ورفض الإذلال عندما وقفنا ضد توسع الإمبراطورية العثمانية في حدود الجزائر وسحقنا جيش البرتغاليين في موقعة واد المخازن وحاربنا من أجل الاستقلال دولتين استعماريتين في وقت واحد. وحتى لا أكثر من سرد الأحداث التاريخية تذكروا معي منتخب المغرب سنة 1976 بقيادة فراس واعسيلة والهزاز ومنتخب مكسيكو 86 بقيادة التيمومي وبودربالة والزاكي وخيرى وآخرون صنعوا مجدا لنا لازلنا ننتشي به إلى حدود اليوم. منتخبنا الحالي والذي امتلأ بالمحترفين حتى في دكة البدلاء ينهزم منع بلدان خاضت الحرب الأهلية مثل رواندا وتخرجنا دولة مثل غينيا من بطولة إفريقيا 2008 والتي كان يتكلم الجميع عن أن كأسها بمتناول المنتخب المغربي. كلنا موقن بأن أسباب انهيار الكرة المغربية مرتبطة إلى حد كبير بالمسؤولين الفراعنة الذين يسيرون جامعتنا لكرة القدم والذين مرغوا وجوهنا في الطين ولا زالت لهم الجرأة في التصاق مؤخراتهم بكراسي المكتب المسير، لكني أعتقد جازما بأننا افتقدنا أهم عناصر النجاح في كرة القدم وهي الروح القتالية والتي انتصر بها الأتراك على الكروات وأخرج بها الألمان منتخب البرتغال أمام ذهول الجميع.