إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً أ سي بنكيران، ولا تنسى أن الله تعالى قال "وتلك الأيام نداولها بين الناس" ولا تنسى بأن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء متى شاء. ما زلنا ننتظر من السيد بنكيران وحكومته ما وعدوا به المغاربة في برامجهم الانتخابية والحكومية، ولم نر منهم إلى حدود الساعة إلا الكلام والتسويف والتهجم بكل الأشكال والألوان على المعارضين في كل مناسبة. حتى أن الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة أمام البرلمان أصبحت حصة لتفريغ ما بجوف السيد بنكيران من شتائم واتهامات ونزعة ديكتاتورية، بعيداً عن كل ما تفرضه أصول اللباقة والأدب والأخلاق على رجال الدولة في ممارسة مهامهم. ولا أظن بأنه يوجد أدنى تبرير للطريقة التي هاجم بها السيد رئيس الحكومة أحد المستشارين البرلمانيين في آخر جلسة للمساءلة الشهرية، ولا أظن بأن الدين و لا الأخلاق يسمحون لرئيس الحكومة بالتلميح بفساد أحد البرلمانيين دون تقديم دلائل وفتح تحقيق قضائي. ببساطة السيد بنكيران لم يعد يحترم خصومه السياسيين وحَلَّلَ لنفسه استعمال كل الوسائل لمهاجمتهم واتهامهم بأبشع التهم والتشهير بهم دون تقديم أي دليل على تورطهم في أي شيء. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن السيد رئيس الحكومة وصل إلى الحد الأدنى من الإفلاس الفكري والسياسي، وبدأ يستعمل سلاح من لا حجة له، ونسي بأن المثل الشعبي يقول "كون سبع وكولني". لذا ننتظر من السيد رئيس الحكومة أن يكون فعلاً "سبع" أمام خصومه، وأن يسد أفواههم بالمنجزات العظيمة وليس بالأقوال والشتائم اللا منتهية. ننتظر منه تحقيق نسب النمو المبهرة التي ستخرج بالبلاد من أزمتها، وستخلق فرص الشغل للشباب الذين يجلدهم رجال الأمن أمام البرلمان كل يوم. مسؤولية من هذه ؟ مسؤولية الحكومة ورئيس الحكومة طبعاً. ننتظر من السيد بنكيران التقليص من العجز في الميزانية وإرجاع المغرب إلى تصنيفه العادي بعد أن خفضت مؤسسات التصنيف هذا الأسبوع تصنيف البلاد، لأن العجز الموازناتي وصل إلى نسبة 7,2 % حسب آخر تصريح لوزير المالية. في الوقت الذي يخسر فيه السيد بنكيران 30 مليار درهم على نفقات تسيير الإدارات العمومية و 96 مليار درهم على أجور الموظفين و 50 مليار درهم على دعم الأغنياء في الاستهلاك و 60 مليار درهم في الصناديق السوداء التي لا تخضع لأي محاسبة. مسؤولية من هذه ؟ مسؤولية الحكومة ورئيس الحكومة طبعاً. نريد من السيد رئيس الحكومة أن يكون فعلاً "سبع" في التقليص من أجور الوزراء والجنرالات وكبار الموظفين ومدراء المؤسسات العمومية، ويضع آنذاك أصبعه في عين أي معارض يشكك في انجازاته. ننتظر من السيد رئيس الحكومة أن يكون فعلاً "سبع" على كبار المضاربين في العقار وكبار الفلاحين، وأن يضمن توزيعاً عدلاً للثروة في هذا البلد وأن يعطي للفقير حقه المسلوب في حياة كريمة. لا نريد أقوالاً فقط، نريد أشياء ملموسة يتحدث عنها الناس في الشارع بدل تحدثهم عن تهريج رئيس الحكومة على صفحات الفايسبوك. مسؤولية من هذه ؟ مسؤولية الحكومة ورئيس الحكومة طبعاً. يجب أن يعيد السيد رئيس الحكومة النظر في طريقة معاملته لخصومه السياسيين، وأن لا ينسى بأنه بالأمس القريب كان يجلس في صفوف المعارضة ويستمع الجميع لما يقوله ولم نذكر في يوم من الأيام بأن أحد الوزراء قلل من قيمته أو لمح بفساده. احترم تحترم أسي بنكيران و"كون سبع وكولنا"، واحتراماتي نعام أ سي.