شعارات مطبوعة وأخرى تحت الطلب تبدأ ب"دبرت على فاسي ألوليدة" وتنتهي ب"مال مك داسر" ظهرت قبل عدة شهور موضة جديدة ابتكرها شاب اشتهر بالشعارات التي اختارها للملابس التي أبدعها، وكما هو الحال بالنسبة إلى أي موجة موضة محترمة، تبحث لها عن مكان وموطئ قدم وسط زحام المنافسة، كان لابد من اختيار شعارات صادمة تجعل من حديث الشارع أحسن حملة إشهارية ممكنة، ومجانية، فاشتهر الشاب بالشعار إياه "حمار وبيخير"، إذ غدا مبتكر هذه الموضة الحمارية، بين يوم وليلة، نجما من النجوم الذين تكتب عنهم الصحافة، وتتتبع أخبارهم، وتخصص لهم صفحاتها ومقالاتها. ولعل الفتى الشاب لم يكن حمارا بالمرة عندما جعل من "صدمة مجتمع محافظ" بيزنس مربحا لقضيته الحمارية. الماركة الجديدة التي اختارت هذه المرة شعارات أكثر عنفا من قبيل "مال مك داسر"، ظهرت مع بداية سنة 2007، وفتحت لها محلا في قلب العاصمة الاقتصادية، يعرض مجموعة من القمصان تقترح أكثر من 100 شعار، من بينها "شويني فيك" و"السلام في الشرق الأوسط" و"بوسني أ بوز" و"بوس مك" و"بولة حمرة"، و"فين أساط"... الماركة ابتكرت شعارات خاصة بشهر رمضان أيضا من قبيل "مرمضن" و"مقطوع". ويبقى أقوى هذه الشعارات عبارة "مال ربك" التي كتبت باللغة الفرنسية "Mal RBK" مع علامة مموهة لماركة المنتوجات الرياضية "ريبوك"، إلا أن الجميع يعرف الشارة وما تعنيه، ويمكن لأي كان أن يسأل في المحل الخاص بالماركة عن قميص "مال ربك" ليحضر في الحين، بل أكثر من هذا، فالقميص معروض داخل المحل في مكان بارز بصفته مفخرة الماركة الفتية. "" قمصان "مال ربك" و"بوس مك" و"مال مك داسر" التي تفوقت على "الاعترافات الحمارية" يتراوح ثمنها بين 100 و200 درهم فقط! يتحكم فيها معيار جودة القماش، وتقدم الماركة خدمة فريدة للزبناء، إذ يمكن للمشتري اختيار العلامة التي يريد والشعار الذي يحبذ، ليطبع على صدر أو ظهر القميص بثمن لا يتعدى 200 درهم. كما أن هناك موديلات خاصة بالذكور وأخرى بالإناث، ترافقها شعارات تساير التوجه ذاته. فبالنسبة إلى الرجال نجد شعارات من قبيل "عروبي وبيخير"، و"زماكري وبيخير"، و"كاوري وبيخير"، و"صرعتيني". أما بالنسبة إلى الإناث فنجد "دبرت على فاسي ألوليدة"، و"أرجع ملي تولي زوين". وإذا كانت الفلسفة الحمارية تدخل في إطار احتجاج شباب على وضعيتهم بحكم أن الحمار حيوان "محكور" ومظلوم ورمز نابع من الواقع المحلي، فإن صاحب "السلام في الشرق الأوسط" و"بوس مك" استورد شعارات عالمية مرتبطة بثقافات أخرى، لا تمرر سوى خطابات الخواء. فإذا كان "التحيمير" مستفزا لأنه منطق جديد يدخل في إطار "الحرية الفردية" و"حقوق الإنسان" أو الحيوان (كما تريد)، فإن عبارة "مال ربك" تدخل في خانة الإثارة المجانية وتندرج ضمن تطرف من نوع آخر. أن يكون المرء "حمارا وبيخير" فهذا شأن حامل القميص، أما استفزاز مشاعر الآخرين ب"مال ربك" فتلك قضية أخرى. *نُشر بجريدة الصباح العدد 2550 بتاريخ الجمعة 20 يونيو 2008