قدّم مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، رشيد الطاوسي، صباح اليوم بإحدى فنادق الرباط، تقييما لمشاركة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم التي خرج من منها في مرحلة الدور الأوّل. الطاوسي، الذي كان مرفوقا بمساعديه، إضافة إلى رئيس البعثة المغربية إلى جنوب إفريقيا، كريم عالم، قال إن المنتخب الوطني كاد يتأهل إلى الدور الثاني، لكن الحظ عاكسه خلال المباراة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا ثلاث مرات، "وفي النهاية قدّر الله وفعل ما شاء". واستعرض الطاوسي أثناء ندوته الصحافية جميع المراحل التي قطعها الفريق الوطني، منذ أن شدّ الرحال إلى جنوب إفريقيا، وقدم معطيات حول الظروف التي عاش فيها اللاعبون والطاقم التقني، وقال إن الجامعة المغربية لكرة القدم وفرت جميع الظروف اللازمة للاعبين والطاقم المرافق لهم. ودافع الطاوسي عن اختياراته التقنية، وقال إنه مقتنع بالخطط التي نهجها خلال المباريات الثلاث، وإنه كان يسعى إلى رسم هوية واضحة للمنتخب الوطني، وتمكن، حسب تعبيره، من ذلك في وقت وجيز، مضيفا أن اللاعبين خاضوا المباريات وهم يستشعرون المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأنّ هناك تغييرا على مستوى عقليات اللاعبين، مبديا أسفه على إصابة اللاعب مهدي النملي "الذي كان من الممكن أن يكون ظاهرة الدورة"، كما نوّه بالحارس نادر المياغري، والذي قال عنه مدرب الحراس، سعيد بادو، إنه يتمتع بعقلية احترافية. وفي سياق تقييم أداء اللاعبين، قال مساعد مدرب المنتخب الوطني، رشيد بنمحمود، إن عددا من اللاعبين المحترفين كانوا في ما مضى يأتون إلى المنتخب الوطني من أجل النزهة، لكن ذلك لم يعد قائما اليوم، سواء بالنسبة للاعبين المحترفين أو اللاعبين المحليين، أما رشيد الطاوسي فقد قال إن أي لاعب سوّلت له نفسه القدوم من أجل النزهة مع المنتخب الوطني فلن يجد له مكانا في صفوف المنتخب، معتبرا ذلك خطا أحمر، قبل أن يعود للحديث عن اللاعب عادل تعرابت، وقال إنّه يحترمه كلاعب، لكن عليه هو أيضا أن يحترم وطنه، وأن أبواب المنتخب الوطني ما زالت مفتوحة في وجهه، شرط أن يستجيب لميثاق شرف المنتخب الوطني. وبخصوص الأخبار التي تمّ تداولها حول كون استبعاد اللاعب حسين خرجة جاء بضغط من العضو الجامعي، كريم عالم، نفى الطاوسي ذلك، وقال إنّ جميع الاختيارات المتعلقة بتشكيلة المنتخب الوطني وحده يملك صلاحية اتخاذ القرار فيها، باستشارة مع طاقمه التقني، دون أيّ تدخل من طرف الجامعة. في ما يتعلق بمصاريف إقامة المنتخب الوطني في جنوب إفريقيا، أوضح رئيس البعثة المغربية، كريم عالم، أنّ القيمة الإجمالية لتلك المصاريف وصلت إلى 750 مليون سنتيم، نافيا أن تكون الجامعة هي التي تكلفت بضمان مصاريف وزير الشبيبة والرياضية، محمد أوزين، وأحد أعضاء ديوانه، اللذين حضرا إلى جنوب إفريقيا. وكانت الندوة الصحافية التي عقدها الطاوسي قد عرفت مناوشات بينه وبين الصحافيين الحاضرين، بعد أن قال إنه سيقدّم العرض باللغة الفرنسية، قبل أن يلقى مقترحه معارضة الصحافيين، مما اضطره في النهاية إلى تقديمه بالعربية، وإن كان العرض الذي وزع في القاعة التي احتضنت الندوة، والذي كانت معطياته تظهر على الشاشة، مكتوبا باللغة الفرنسية.