أشرفت الأميرة للا سلمى، رئيسة "جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان"، مرفوقة بكريمتها الأميرة للا خديجة، اليوم الجمعة، على تدشين "دار الحياة للأطفال" بالدارالبيضاء. وبعد أن قامت عقيلة الملك محمد السادس، بقطع الشريط الرمزي ل"دار الحياة للأطفال" التي توجد بمقاطعة عين الشق٬ قامت بزيارة مختلف مرافقها. وتم تشييد دار الحياة للأطفال بغرض تشجيع الأطفال المصابين بالسرطان بمختلف جهات المملكة٬ على التوجه للدار البيضاء من أجل متابعة عملية العلاج، حيث توفر هذه الدار للمرضى ولأفراد عائلاتهم٬ السكن والمواكبة٬ والدعم النفسي والمعنوي الضروريين٬ الكفيلين بإنجاح عملية العلاج٬ مع إمكانية الاستفادة من أنشطة اجتماعية. وتتكون هذه الدار٬ المقامة على مساحة ألفين و34 متر مربع٬ من 20 غرفة من سريرين٬ وغرفتين للرضع وقاعة للأكل٬ وقاعة للدروس٬ وفضاء للعب بالنسبة للأطفال٬ وفضاء للإعلاميات٬ وقاعة للاجتماعات٬ وقاعة للعلاج٬ ومطبخ٬ ومغسل٬ وحديقة. ويبلغ معدل المرضى المصابين بالسرطان٬ الذين سيتم إيواؤهم سنويا٬ حوالي ألف من الأطفال مرفوقين بذويهم، بينما حددت تكلفة إنجاز هذه الدار في 13 مليون درهم٬ منها 11 مليون درهم خاصة بعملية التشييد٬ و2 مليون خاصة بالتجهيز. ويأتي تشييد هذه الدار وتجهيزها من قبل جمعية للاسلمى لمحاربة دار السرطان بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ في إطار اتفاقية شراكة بين جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان٬ ومجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى٬ ومجلس العمالة٬ ومجلس المدينة٬ ووزارة الصحة٬ والمركز الجامعي الاستشفائي ابن رشد. وللإشارة٬ فإن علاج السرطان يتطلب عادة وقتا طويلا٬ وهو ما يشكل لحظة صعبة بالنسبة للمرضى وذويهم٬ ويعتبر مشكل الإيواء أحد أسباب التخلي عن العلاج. وفي إطار المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان٬ يعتبر إحداث فضاءات مؤقتة للإيواء تسمى دور الحياة٬ تتواجد بالقرب من مراكز العلاج٬ ضرورة تفرض نفسها لتشجيع المرضى على متابعة عملية العلاج. وتمكن هذه العملية من تحسين ظروف التكفل ودعم الأسر. وتقدم دور الحياة المساعدة والدعم النفسي والاجتماعي للمرضى ولذويهم٬ كما تسهل إجراءات الفحص وأخذ المواعيد مع الأطباء المتخصصين. ويحاط نزلاء دور الحياة بفريق متعدد الاختصاصات يتكون من مهنيي الصحة٬ والمساعدات الاجتماعية التي تسهر على راحتهم خلال إقامتهم٬ فضلا عن فريق من المتطوعين يؤمن مختلف الأنشطة الاجتماعية والثقافية٬ وتنظيم الخرجات والسهرات الغنائية٬ إلى جانب حصص للتربية. وبلغ عدد "الدور الحياة" التي قامت "جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان" بإنجازها٬ خمسة٬ منها أربعة جاهزة للاستعمال (أكاديروالدارالبيضاء للكبار٬ والدارالبيضاء للأطفال٬ وفاس)٬ فيما ستفتح الخامسة في وجه المرضى خلال السنة الجارية بمراكش٬ وتوجد دارين للحياة في طور البناء بكل من مكناس وطنجة.