طالبت جمعية "ماتقيش ولدي" وزير العدل والحريات مصطفى الرميد بالتدخل بقوة لفك شفرة برنامج تم بثه أخيرا على قناة تلفزية أجنبية حول السياحة الجنسية في مراكش، وتحديدا الجنس الرخيص على أطفال مغاربة قُصّر، وذلك عن طريق فتح تحقيق يحدد المسؤوليات والمسؤولين، ويتابع الجناة الثابت في حقهم الاعتداء على أطفال قاصرين. ونددت الجمعية التي ترأسها الناشطة الحقوقية نجاة أنوار، في رسالة وجهت نسخة منها أيضا إلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بمراكش بتصريحات بعض السياح المرتادين لهذه المدينة، وخاصة المسمى "كارلوس" الذي جاء تدخله وقحا ويعكس رؤية عينة من الاشخاص للمغرب ولأطفاله، كما ورد في البرنامج حديث مع وسطاء ووسيطات في هذا النوع من الدعارة، وهو ما يستدعي التدخل الحازم بشأن هذه المعطيات". الأطفال..مناشف ورقية ! وكانت قناة اسبانية قد بثت أخيرا ريبورتاجا تلفزيا قالت إن مجموعة من الصحفيين الاسبان أنجزوه في مراكش، اعتمادا على كاميرات خفية، حول السياحة الجنسية في المدينة الحمراء حيث يفد آلاف السياح الأجانب بكثرة لممارسة الجنس الرخيص مع أطفال قاصرين" حسب تعبير البرنامج. وأظهر الريبورتاج صور أطفال تم إخفاء ملامح وجوههم تحدثوا إلى الصحفيين الاسبانيين الذين قدموا أنفسهم بكونهم سياح أجانب يرغبون في المتعة الجنسية مع القاصرين، مبرزا بأن "ساحة جامع الفنا لا تقوم بتقديم التسلية فحسب، ولكن أيضا أضحت تعد مركز استقطاب كبير للسياحة الجنسية حيث يمكن الحصول في مراكش على كل شيء"، وفق لغة الريبورتاج. وأورد المصدر ذاته شهادات صادمة تحدثت عن خضوع أطفال في سن 10 سنوات و12 أو 13 عاما لرغبات شاذة لسياح أجانب، وقدمت مثالا على سيدة تدفع بابنتها ذات 11 عاما فقط لممارسة الجنس الرخيص مع سياح غربيين مقابل المال، وبأنها لا تمانع في ذلك مادامت تحصل على لقمة العيش. ووصف صحفيو القناة الأجنبية مدينة مراكش بكونها تسير في الطريق لتكون "بانكوك" إفريقيا، في إشارة إلى شهرة أكبر مدن التايلاند حيث تتفشى الساحة الجنسية بشكل كبير، وبأن هناك من ينعتها ب"مكّة" سياحة الجنس مع الأطفال" على حد تعبير الريبورتاج ذاته. وتضمن الريبورتاج شهادة مثيرة لأحد السياح المدمنين على ممارسة الجنس على الأطفال القاصرين، وهو المدعو "خوسيه" القادم من ملقا، والذي عمد البرنامج المذكور إلى "إخفاء" بعض ملامح وجهه، حيث قال: "هؤلاء الأطفال مثل المناشف الورقية يتم استعمالها مرة ثم عليك برميها..سيبكون ويحاولون إثارة شفقتك لكنهم كاذبون ولصوص، فهم يحسنون ممارسة الجنس، فهم الأفضل في ممارسة الجنس"، وفق تعبير السائح الاسباني الذي يأتي مرة كل شهر إلى مراكش. وقدم البرنامج أيضا رأي ستان ميوسن، مدير مكتب الدفاع عن الأطفال، الذي استنكر مثل هذه الأعمال، واعتبرها انتهاكا خطيرا لحقوق الأطفال، فضلا عن كونها "أنانية واستغلال للطرف الآخر حيث يستطيع الغني شراء كل شيء من محيط الفقير". وسرد هذا الحقوقي ما اعتبرها عوامل حاسمة في جعل مراكش أرضا خصبة لتفشي الجنس الرخيص مع الأطفال القاصرين، ومن ذلك "اتساع الهوة بين طبقة الأغنياء والفقراء، وانعدام تنظيم الشرطة وأجهزة الدولة وضعف القوانين وعدم احترام حقوق الطفل".