تقدم المغرب مرتبتين في تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود المعنية بحرية الصحافة في العالم للعام 2012، حيث احتل الرتبة 136، رغم تشديد المنظمة على أن وضعيته تبقى مشابهة لوضعية سنة 2011، على اعتبار غياب الشفافية في اتخاذ القرارات خاصة منها فيما يتعلق بالاعتمادات الصحفية، وذلك في إشارة من "مراسلون بلا حدود" لقضية سحب الاعتماد من صحافي وكالة الأنباء الفرنسية عمر بروكسي بسبب قصاصة ذكر فيها أن حزب الأصالة والمعاصرة مقرب من القصر. وأشارت المنظمة ذاتها في تقريرها السنوي الذي توصلت به هسبريس، أن حديث حكومة عبد الإله بنكيران عن إصلاحات سيعرفها قطاع الإعلام بالمغرب، والوعود التي قطعها وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي خاصة فيما يتعلق بعدم معاقبة الصحفيين بالقانون الجنائي، لا زالت متأخرة كثيرا عن التطبيق. وتعتبر ليبيا أكثر البلدان العربية تقدما في مجال حرية الصحافة، حيث تقدمت حوالي 23 مرتبة إلى الأمام، وصارت تحتل الرتبة 131، وذلك بفضل إدراج مبدأ حرية الإعلام في الدستور، ووضع قوانين تضمن حرية الإعلام، وكذلك بفضل البوادر الحقيقية التي أعلنت عنها الحكومة الجديدة القاطعة بشكل كامل مع عهد القذافي. وتقدمت كذلك مصر 8 درجات لتحتل المرتبة 158 وتبتعد قليلا عن تصنيف سنة 2011 التي تعتبر سنة سوداء بالنسبة لحرية الصحافة في بلد الكنانة، حيث تراجعت خلالها مصر 39 درجة واحتلت فيها الرتبة 166، غير أن هذا التصنيف الجديد لم يمنع مخاوف المنظمة العالمية من محاولات الإخوان المسلمين التحكم في الخط التحريري لبعض الجرائد، وكذلك استمرار الاعتقالات والمضايقات على مجموعة من المدونين والصحفيين. وبعد أن ربحت سابقا 30 درجة، عادت تونس لتعرف تراجعا نسبيا بأربع درجات وتحتل الرتبة 138، فإن كانت سنة 2011 قد عرفت تقدما كبيرا في حرية الصحافة، فالسنة المنقضية، شهدت اعتداءات متكررة على مجموعة من الصحفيين، كما أن السلطات أبقت خلالها على الفراغ القانوني بتعطيل مفعول القوانين التي تُسير الإعلام، إضافة لخطاب الحكومة التي يعرف نبرة ازدرائية وتحقيرية اتجاه وسائل الإعلام. ولا زالت سوريا تحتل المراتب الأخيرة، حيث توجد في الرتبة 176، وذلك بسبب الحرب الأهلية الدائرة هناك التي راح ضحيتها مجموعة من الصحفيين، وكذلك تحتل البحرين الرتبة 165 بعدما كانت في 173، فلا زال القمع يستعمر إعلام ذلك البلد الخليجي رغم بعض التقدم النسبي. كما فقدت إسرائيل حوالي 20 درجة، وتحولت إلى المركز 112، على اعتبار الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وكذلك الاعتقالات في صفوف الإعلاميين الفلسطينيين، والرقابة العسكرية على الإعلام الإسرائيلي رغم نبرة الحرية داخل تل أبيب. ولا زالت فنلندا تحتل المرتبة الأولى عالميا، متبوعة بهولندا والنرويج، وتوجد الولاياتالمتحدةالأمريكية في المرتبة 32، بينما تتذيل القائمة كل من كوريا الشمالية وإريتريا.