يعتبر منتخبا زامبيا (حامل اللقب) ونيجيريا مرشحان بقوة لحجز بطاقتي التأهل إلى الدور الثاني عن المجموعة الثالثة لكأس إفريقيا للأمم 2013 لكرة القدم المقررة في جنوب إفريقيا (19 يناير- 10 فبراير)٬ في حين لن يتوانى منتخبا بوركينا فاصو وإثيوبيا في بعثرة أوراق هذه المجموعة وفرض نفسيهما كمنافسين على بطاقتي التأهل إلى الدور الثاني. ولن تكون مهمة منتخب "الرصاصات النحاسية"٬ الذي فاجأ جميع المتتبعين للشأن الكروي القاري وأحرز لقب الدورة الماضية تحت إشراف المدرب الفرنسي هيرفي رينار٬ وهو ما سيجعله يدخل النهائيات تحت ضغط كبير على اعتبار أنه لن يكون مسموحا له بالخطأ ولكون أي كبوة ٬خاصة في المباراة الأولى أمام منتخب إثيوبيا الذي يعود ليكون ضيفا على النهائيات بعد ثلاثة عقود من الغياب٬ قد تعصف بأحلامه في بلوغ الدور الموالي. كما أن من شأن التأهل الصعب إلى النهائيات أمام منتخب أوغندا المتواضع أن يلقي بضلال من الشك على معنويات المنتخب الزامبي٬ الذي سيكون بين نار تأكيد قوته وأحقيته في الدفاع عن لقبه٬ غير أن خوضه هذه البطولة تقريبا بالتشكيلة ذاتها التي خاضت نهائيات 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية والتي لم تعرف سوى تعديلات طفيفة على تركيبتها البشرية أهمها دعوة اللاعب موكوكا ملونغا ٬المتوج بلقب أفضل لاعب في العام٬ والمدافع سولاني فيري٬ في حين تم إبعاد لاعب وسط الميدان كليفورد مولينغا ونيامبي مولينغا. أما منتخب نيجيريا٬ أحد أكبر المنتخبات الإفريقية والذي غاب عن النهائيات الأخيرة٬ فتحذوه آمال كبيرة في العودة إلى الواجهة القارية٬ بعد غياب طويل عن منصة التتويج كان آخرها في سنة 1994. وهو سيحاول استعادة أمجاد نجوم الجيل الذهبي٬ الذي حقق إنجازات مهمة مثل أوكوشا (الرئيس الحالي للإتحاد النيجيري لكرة القدم) وأموكاتشي وكانو وأوليسي٬ الذين أبهروا العالم بطريقة لعبهم السلسة والممتعة الممزوجة بالسحر البرازيلي والصرامة التكتيكية الأوروبية . وتتضمن تشكيلة المنتخب النيجيري٬ الذي يحضر العرس الإفريقي للمرة 17 ونال لقب البطولة في مناسبتين (1980 و1994)٬ أفضل اللاعبين في البطولات المحلية والأوروبية٬ باستثناء المهاجمين بيتر أودموينجي وأوبافيمي مارتان٬ اللذان يدافعان على التوالي عن ألوان فريقي وست بروميتش (إنجلترا) وليفانتي (إسبانيا)٬ والتي عرف استبعادهما جدلا كبيرا في البلاد٬ ويبدو أن المدرب ستيفن كيشي يتوفر على جميع الأسلحة للتنافس مع أفضل المنتخبات في القارة. أما بالنسبة لمنتخب بوركينا فاسو٬ فلا شيء يمكن الوقوف أمام طموحه المشروع في تجاوز الدور الأول والتواجد في الدور الثاني إلى جانب أقوى ثمانية منتخبات في القارة٬ وقلب الطاولة على باقي الفرق وترك بصمته في نهائيات هذه البطولة٬ علما أنه لا يتوفر لا على التجربة والخبرة ولا على مستوى لاعبي منتخبي زامبيا ونيجيريا. وعلى الرغم من كون حظوظه تبقى ضعيفة في المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور الموالي٬ فإن منتخب بوركينا فاسو سيحاول بعثرة أوراق المجموعة الثالثة٬ وتكرار الإنجاز الكبير الذي حققه على أرضه حين استضاف نسخة 1998 واحتل المركز الرابع٬ وهو ما سيشكل خطرا كبيرا على مرشحي المجموعة الذين يتحتم عليهما الحد من حماسة هذه التشكيلة الطموحة خاصة وأنها ستلعب بعيدا عن عامل الضغط النفسي. فبعد ثلاثة عقود٬ فشل منتخب إثيوبيا٬ أحد مؤسسي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم٬ في التأهل إلى الأدوار النهائية للعرس الإفريقي (آخر ظهور له كان في عام 1982 في ليبيا)٬ عاد اليوم من جديد إلى الواجهة ليقول كلمته ومحو الصورة الباهتة التي تركها بعد خسارته مرتين وبحصتين عريضتين 4-0 أمام منتخب مصر٬ وليثأر لنفسه من منتخب الفراعنة على أرضه وأمام جمهوره في النسخة الثالثة التي أقيمت في أديس أبابا عام 1962 وحقق فوزه الأول والأخير في هذه التظاهرة الرياضية القارية. وأثبت الإثيوبيون قوتهم وعزيمتهم بعد تغلبهم على التوالي على منتخبين دخلا دائرة المنافسة لأول مرة وهما المنتخبان التونسي 4-2 والأوغندي 2-1٬ وبلغوا المباراة النهائية ضد منتخب مصر. وبعد تعادل الفريقين 2-2 في الدقيقة التسعين احتكم الفريقان لأول مرة في تاريخ المسابقة للشوطين الإضافيين ليفوز فريق البلد المضيف 4-2. وعلى الرغم من أن تشكيلته٬ تتكون من لاعبين يمارسون بالبطولة المحلية٬ يمكن لمنتخب إثيوبيا٬ الذي يحتل المركز ال110 في تصنيف الإتحاد الدولي لكرة القدم٬ أن يحرج باقي المنافسين بالنظر للروح القتالية والرغبة الأكيدة للاعبيه في إبراز مواهبهم للذهاب إلى أقصى حد ممكن في هذه المنافسة القارية.