أكد وزير مغربي سابق أن أي محاولة للربط بين مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط" ومسألة حل ملف الصحراء المغربية لن يكتب لها النجاح، ونفى أن تكون الرباط منزعجة من استضافة الجزائر لمنتدى متوسطي لمناقشة مشروع "الاتحاد المتوسطي" بالتزامن مع المؤتمر الدولي الذي تحتضنه مدينة فاس تحت شعار: "الاتحاد المتوسطي.. أية شروط وأية آفاق". "" ونفى وزير الاتصال السابق والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن تكون لدى المغرب نية للاستقواء على الجزائر أو البوليساريو من خلال حضور بعض الأشخاص الذين لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بإسرائيل، وقال: "كلام من هذا النوع لا يفيد في شيء، الجميع التقى مع إسرائيل ومع قادة إسرائيل سواء بشكل سري أو علني، والآن عندما نريد أن نناقش اتحادا متوسطيا فإن مسألة الصراع العربي الإسرائيلي أو الفلسطيني الإسرائيلي ستطرح لا محالة وبالتالي يجب أن نجد صيغة لها، لكن المؤكد أن المغرب لا يستقوي بأحد، فالمغرب قوي بالتزاماته وبمواقفه وبموقعه، وهذه قراءات لا تفيد في شيء على الإطلاق، وأنا لم أحضر مؤتمر فاس لكن لو افترضنا أن بعض المثقفين لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بإسرائيل فما هو المانع؟". وعما إذا كانت المغرب تقرأ في التزامن بين مؤتمر فاس ومنتدى الجزائر حول مشروع الاتجاد من أجل المتوسط، رسالة جزائرية إلى المغرب، قال بنعبد الله: "المسألة بكل بساطة تافهة، بحيث أن المغرب كان دائما أرضا لتلاقي الثقافات وحوار الحضارات واحتضان محطات مهمة تشجع على الحوار لا سيما بين دول المتوسط، وأن تكون هناك محطات أخرى تنظم حول المتوسط في نقس الوقت فهذا لا يشكل هما في مؤتمر فاس، ولذلك فهاجسنا هو أن نسير في تحقيق الأهداف المتوخاة من المؤتمر". وقلل بنعبد الله من أهمية ربط الجزائر بين مشاركتها في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط وبين المساعدة على تقرير مصير الصحراويين، وقال: "نحن لا نبالي لهذه الشروط، وحتى لو افترضنا أن الجزائر تسعى لذلك فإنها لن تجد من ينصت إليها في مثل هذه المسائل الحمقاء، وهذا سؤال غير مطروح بالنسبة إلينا، فالجميع اليوم يعلم أن مسألة الصحراء أخذت منحى دوليا جديدا، وأن المنتظم الدولي يميل إلى المقاربة المغربية المعتمدة على مسألة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، ولذلك فإن المساعي للربط بين مشروع الاتحاد من أجل المتوسط ومسألة تقرير المصير في الصحراء المغربية مصيرها الفشل"، على حد تعبيره. يذكر أن الجزائر تشترط لدخول الاتحاد من أجل المتوسط الذي طرحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والذي من المفترض أن تنعقد قمته التأسيسية الشهر المقبل في العاصمة الفرنسية باريس، أن تقدم فرنسا اعتذارا للجزائر حول سنوات الاستعمار، وأن تحل القضية الفلسطينية، وأن يساعد المجتمع الدولي الصحراويين على تقرير مصيرهم.