تعتبر جريمة الاغتصاب من أقبح وأشد الجرائم التي يمكن أن تتعرض لها الأنثى، وذلك لأن المتهم في هذه الجريمة يقوم بممارسة فعل إجرامي جنسي فاحش بدون رضى المجني عليها ورغما عنها ولا يقتصر هذا الفعل على الاعتداء على حصانة جسد وشرف المجني عليها، بل يترتب عليه إصابتها بأضرار نفسية وعقلية وكذا الإضرار بمستقبلها من خلال الإقلال من فرص زواجها إذا كانت عذراء أو حرمانها من حياة زوجية شريفة هادئة مستقرة إذا كانت متزوجة، بل وقد يتعدى الأمر إلى أن يفرض عليها حملا غير شرعي لا ترغب فيه فيضر بها من الناحية المادية والمعنوية وقد يؤدي كل هذا إلى إقدامها على الانتحار خشية الفضيحة والعار. ترى الشاب قد جهز حقيبته بكل ما يحتاج للانقضاض على فريسته من مكر، خداع، انحلال أخلاقي، فسوق، قلب ميت، روح لا تخشع وإيمان ضائع!!! فينقض عليها ، يهتك عرضها ، يلوثها ، يسلبها أعز ما تملك ومن ثم يرمي بها دون أن يكلف نفسه عناء النظر إليها، تعيش المسكينة مرحلة عصيبة، ينبذها من حولها ، قد يمر الأمر سريعا تختفي آثار الحادثة، يتقدم أحدهم لطلب يدها، تسكنها مشاعر الفرح، فهاهي السعادة تفتح أبوابها من جديد ولكن جلسة صراحة واحدة تهدم كل شيء، يعتذر بهدوء ويرحل وتبقى هي تتجرع خيبتها.
السؤال هنا: تقدمت للزواج بإحداهن، اكتشفت أنها اغتصبت، هل تقبل الزواج بها؟!!!
حاولنا طرح هذا السؤال المحرج على مختلف شرائح المجتمع وجاءت الأجوبة كالتالي:
س•م: أستاذ 28 سنة: علينا عدم الخلط بين المغتصبة وبين من مارست الجنس برضاها، في مجتمعنا المغربي لازالت النقطة المهمة هي العذرية وفي اعتقادي أنها ليست عقدة بغض النظر عن عمليات إعادة العذرية (الرقيع) حاليا، مصطلح العذرية مرتبط بالأخلاق والشرف بالدرجة الأولى، وهو ما يسعى إليه الرجل للحصول على بنت شريفة ذات أخلاق ، على أي يجب أن ينظر إلى المغتصبة كما ينظر للمطلقة أو الأرملة فيما يخص العذرية فهي لم تفقدها برضاها، فالذنب هنا ليس ذنبها وشخصيا لا أجد أي حرج في الزواج بها.
م•م: صيدلي 42 سنة (مطلق): إن المغتصبة تصبح عرضة لأطماع الناس وللاتهام بالانحرافات الأخلاقية نظرا للظن بعدم وجود الحاجز الجنسي الفسيولوجي )العذرية) الذي يمنعها من ذلك! أنا شخصيا لا أجد حرجا في الزواج من مغتصبة ، على أي فقد راعيت في زواجي الأول مسألة الشرف والأخلاق ولكن فشلت.
م•ن: بائع خضر متجول 26 سنة: لا...لا أعتقد أنني سوف أقبل ولو كنت متعاطفا معها -ثم ضحك وقال- "لابأس إن كانت مقيمة بالخارج!" المهم يجب معرفة سبب اغتصابها فإذا اختطفت من البيت أو المدرسة ربما سأتراجع عن قراري هذا، أما إذا كانت هي سبب اغتصابها بإظهار مفاتنها وتقول أنها مغتصبة فهذا أمر آخر، انظرا يا أخي إلى مجتمعنا، -يضحك مرة أخرى- كنا نرى "نَصْ كُمْ" في الذراع فأصبحنا نراه في البطن.
س•ق: مفتش تعليم ابتدائي : لا يخلو أي مجتمع من هذا المشكل الحساس والحرج وذلك لعاداتنا وتقاليدنا، كل يوم نسمع أو نقرأ عن مشاكل الفتيات اللائي تعرضن للاغتصاب، فتاة تقول تعرضت للاغتصاب من أبي! تقول الأخرى اغتصبني أخي! وأخرى قريب لي! الكل قد اطلع والكل قد سمع لحجم مأساة هؤلاء الفتيات اللائي انتهكت أعراضهن وسلب شرفهن بل سلبت منهن الحياة ،حرمن من الراحة ،•وابتلين بالعذاب النفسي! حرمن من لذة الفرح، وابتلين بالحزن والهم، حرمن من أن يعشن كباقي صديقاتهن وأخواتهن، بسبب نظرة المجتمع ستعيش حياة العدم بذنب غيرها .
ح•أ: إمام مسجد: الإنسان ليس لحم ودم فقط، بل هو روح أيضا ...الجسد يفنى... وتبقى الروح حية تعيش للأبد، وهي التي تترقى باتجاه صفات الله العظيم من يريد رضوان الله ووجهه يجب أن يؤمن أنه سبحانه ينظر للقلوب والنوايا وهو غفور رحيم بعباده وهو عفو ستار...أذكرك أخي هنا أن الدين بدأ بشخص واحد...تحدى الناس ولم يؤمن بالمثاليات، بل بكلام ربه...لا أعرف نبيا أو رجل ملهم من الله لم يتحد قومه ويخالف الكثرة ويقف متبتلا لله مع القلة المظلومة ، لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحيون.. وأهم ما يحب المرء هو كبرياؤه كما يبدو عليه أن ينفق منه لوجه الله ليهبه ذرية صالحة في الدنيا والآخرة وليخرج من نسله الصالح...سواء كانت زوجته مغتصبة أم لا ، كونوا مع الله ولا تبالوا.
*م•م: تاجر: إنك تنتظر إجابتي عن سؤالك الموقر ولكن للأسف أجيب عليه بسؤال آخر: ما هو الذنب الذي اقترفه هذا الشاب الذي حكم عليه بحب هذه الفتاة التي لم تصن عرضها ولم تكترث لمستقبلها وأوقعت بسمعتها لأسفل قاع المنحطين، وقد خيرت المسكين بل ترجته بقبولها زوجة له تشاركه ما تبقى من حياته وكأنك لا تعرف معنى الزواج تحسبه فترة بسيطة، فلتعش هذه اللامبالية مع عشيقها في نار جهنم ولتتحمل ما قد فعلته ولتتحمل نتيجة اللذة التي أحست بها أثناء اغتصابها فما ذنب الشاب هذا؟؟ والقانون لا يحمي المغفلين، أرجو ألا تغضب أخي من هذا الرد القاسي لأنه فعلا مشكل أصبح يغزو مجتمعنا بشكل خطير.
*ر•ن: جامعي: مشكلة اجتماعية حساسة لكنها متواجدة هنا وهناك، فلا يوجد مجتمع يخلو من مشاكل خفية وحساسة مثل هذه، طبعا لا يكون للفتاة أي ذنب في هذا الأمر حيث أنها تكون ضحية للذئاب التي اعترضت طريقها وهذا قدرها الذي لا يد لها فيه، فإما أن نقبل الارتباط بها أو أنها تظل عانسا محرومة طوال حياتها من تكوين أسرة وإنجاب الأطفال ، هل تعلم أن الله تعالى يجازيك أجرا عظيما لا علم لي ولا لك به إن أنت سترت عليها وتزوجتها؟؟! فمن ستر على مؤمن ستر الله عليه في الآخرة؟ ألا تتمنى أن يستر الله على ذنوبك ويدخلك الجنة بلا حساب؟؟! كيف للفتاة أن تتزوج بعد ذلك؟ كيف ترتبط برجل وهي ليست بكرا فيرفضها أو قد يفضحها؟؟ أسئلة تعاني منها الكثيرات في ألم خفي ومعاناة حقيقية!!! هذه عينة من إجابات مختلفة تلقيناها، سوف لن نعلق عليها، نتمنى فقط أن تعكس بجلاء موقف مجتمعنا من هذه القضية الحرجة.