في تطور جديد لملف معتقلي "السلفية الجهادية بالمغرب"، عمل نور الدين نَفيعة، الملقب ب "أبي معاذ" وأحد أبرز شيوخ التيار ممن لم يُفرَج عنهم بعد، على النتقاد من سماهم "المُروّجين للنسخة الثالثة من التراجعات"، واصفا إياها ب"التافهة كسابقاتها، والتي تعطي صبغة الصفقة والمساومة والتوظيف على حساب حقوق المعتقلين والمفرج عنهم"، متسائلا "كيف غاب عن دعاة التراجعات اليوم مآسي عشر سنوات عجاف وما صاحبها من الجرائم والانتهاكات وقاموس طويل من عبارات الخزي والعار..". وكذّب أبو معاذ، في رسالة توصلت بها هسبريس، موافقته على "المراجعات الأخيرة لبعض المعتقلين الإسلاميين"، في إشارة إلى المبادرة التي قادها حسن خطاب وعبد القادر بليرج والتي تأسس على إثرها "لجنة وطنية للمراجعة والمصالحة بالسجون المغربية"، منتقدا في الوقت نفسه "كل ناشر للروايات الرسمية المزيفة عن مواقفه الجهادية"، وقال إنه "غير ملزم بالتراجع عنها"، وزاد: "أعلن بكل وضوح أنني لا أعتقد ضلالا حتى ألزم بالتراجع عنه، ولم أرتكب جرما قط حتى أندم على فعله، وليس لأحد علي مظلمة في دم أو مال أو عرض حتى أتحلله منها". واعترض نفيعة، المعتقل حاليا بسجن بوركايز بفاس والذي يعتبر نفسه "ابن الحركة الإسلامية الذي نشأ بين خيرة رجالاتها وصفوة قياداتها"، على مُتزَعّمي مبادرة "المراجعات الفكرية لأبناء تيار السلفية الجهادية المعتلقين في السجون".. وقال: "لكل من أثقلت الأمانة كاهليه وتعذر بالإكراه والإكراهات لا يجوز لك إجماعا أن تضلل الناس لتنجو بنفسك وكيف تستجيز لنفسك الكذب الصراح.. للترويج لمبادرة يُدّعى أنها الخلاص الأمثل للمعتقلين وفيها سلامة الأوطان"، مُبدياً أيضا "تعجّبه من إصرار من أقروا على أنفسهم بالضلالات والموبقات الفكرية والمنهجية والحركية على تصدر مشروع تنوء به الجبال – حسب ما يدعون – والأمر أعظم من ذلك" وفق تعبير الوثيقة. وانتقد نفيعة، وهو الذي كان ضمن صفوف "المجاهدين بأفغانستان"، المشاركة في العمل السياسي على اعتباره السياسة "لعبة قذرة"، وتساءل: "عن أي مشاركة يتحدثون؟ وإلى أي شراكة يطمحون؟ فهل يلام من تنزه عن هذه الموبقات؟". كما توجّه بالكلام إلى وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، بالقول: "أتساءل إلى أي قِيَم تريدونني أن أتراجع؟.. إلى قيم تُحلّل إخلاف الوعد بعد اتفاق 25 مارس 2011 وإنكاره من أساسه؟ أم إلى قيم تفرض على كل من تقلد منصبا حكوميا أن ينسلخ من مواقفه المبدئية اتجاه قضيتنا ومن التزاماته الأخلاقية اتجاه محنتنا ؟"، مضيفا أن زوجته "تتعرض للمرة الثالثة لعملية تشريد ممنهجة، مع تردي حالتها النفسية والصحية بسبب فتنة التراجعات" وفق تعبيره. ويعتبر أبو معاذ نور الدين نفيعة أحد شيوخ "السلفية الجهادية" بالمغرب، حيث يقضي محكومية مدة 21 سنة بسجن بوركايز بفاس بعد إدانته في شتنبر من عام 2003 بتهمة "الانتماء إلى الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية"، في وقت تم فيه الإفراج عن باقي رموز التيار عام 2011 وهم عمر الحدوشي ومحمد الفزازي وأبو حفص عبد الوهاب رفيقي وحسن الكتاني.. وكان نفيعة في صف "الأفغان العرب" قبل أن يُعتقل رفقة زوجته بمطار نواكشوط في 19 من نونبر 2002 ويرحل على إثر ذلك إلى المغرب مُعتقلا ومُتّهما ب "الانتماء إلى خلية إرهابية".