أكدَ المجلس الوطنيُّ لحزب العدالة والتنمية، المنعقد أواخرَ الشهر المنصرم، اعتزازه بأداءِ وزرائه وبالتجربة الحكومية عموماً، التي قالَ إنهاَ تسيرُ بخطى متدرجة وواثقة في اتجاه إنجاز الإصلاحات الكبرى والضرورية، نافياً أن تكونَ إصلاحاتٍ جزئيةً أو محدودة، ترفع لمجرد استهلاك الوقت أو لمآربَ انتخابية ضيقة. وشدَّدَ المجلسُ الوطني الذي يُعتبر برلمانا لحزب المصباح، في بيانه الختاميِّ، الذي وقعه رئيس المجلس سعد الدين العثماني، على الانخراط الفاعل لمناضلي الحزب ومنتخبيه، ومختلف هيئاته المركزية والمجالية والموازية، في دعم التجربة، مواكبة لأوراش الإصلاح على أرض الواقع، حتَّى يتأتَّى التصدِّي لمَا وُصفَ بمحاولات التشويش على التجربة أو الإساءة إليها، من لدنِ لوبيات الفساد ومخلفات عهود التحكم بالإدارة والإعلام، وغيرهما من المجالات. وفي البيان نفسه الذي توصلت به هسبريس، مساء الثلاثاء، أدانَ المجلس الوطني لحزبِ المصباحِ، الاعتداء الذي تعرض له النائب عبد الصمد الإدريسي، معتبرا ما تعرض له الادريسي الذي يشغل عضوا بالأمانة العامة للحزب المذكور من إهانة وسب وتعنيف مساسا بالمؤسسة البرلمانية وبهيبتها ومطالبا بفتح تحقيق نزيه في الموضوع، واتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المسؤولين عنها. وفي السياق نفسه أكد برلمان العدالة والتنمية على أن الحق في الاحتجاج السلمي حق دستوري مكفول، وأن ممارسته في نطاق القانون وجب أن تبقى ممارسة مكفولة، رافضا أي انزلاق إلى "الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة" في التعاطي مع الاحتجاجات السلمية، ورافضا أيضا بالمقابل الاعتداء على القوات والمؤسسات العمومية، داعيا بالنهوض بالحكامة الأمنية وبالثقافة القانونية والحقوقية لمكوناتها. الحزبُ المتزعم للحكومة، أبدَى اعتزازهُ بنجاحِ المؤتمر الوطني السابع، الذي أعطَى صورة عن الديمقراطيَّة والشفافيَّة، مؤكداَ مواصلة التزام البيجيدي بالعمل على تعزيز البناء الديمقراطي إلى جانبِ الأغلبية الحكوميَّة، في أفقِ تنزيل المقتضيات الدستوريَّة بشكلٍ ديمقراطيٍّ وتشاركيٍ، من خلالِ إخراجِ القوانين التنظيميَّة المكملة لوثيقة 1 يوليوز. وبشأن قضيَّة الصحراء، جددَّ حزبُ العدالَة والتنمية دعوتهُ إلَى إيجادِ حلٍّ على قاعدةِ مقترح الحكم الذاتي، منوهاً بكافة المجهودات المبذولة في سياقِ الديبلوماسيَّة الموازية، من أجل التصدي "للمؤامرات" المستهدفَة للوطن وسيادته. وعلى الصعيد الدولي، أبدَى حزبُ المصباح دعمهُ غير المشروط المشروط للشعب الفلسطيني ونضاله من أجل تحرير أرضه وبناء دولته الوطنية المستقلة، محيياً "انتصارهُ في الحرب الأخيرة" على العدوان الإسرائيلي، بشكلَ أسفرَ عن فكِّ الحصارِ. ومشيداً في الآن ذاته، بالموقف الأممي المعترفِ بفلسطين دولةَ غير عضو ذات صفة مراقب في الجمعيَّة العامة للأمم المتحدَة. وفي سياقٍ ذي صلة، حيَّى الحزبُ نضالَ الشعبِ السوري من أجل تحقيقِ ديمقراطيَّة تنهي عقودَ الاستبدادَ والتحكم، مطالباً المجتمعَ الدوليَّ بالالتفات إلى ما يكابدُهُ مسلمُو بورمَا في ظلِّ اضطهادهَم على يدِ جماعة بوذيَّة متطرفةٍ. وكانت الهيأة الحزبية المشار إليها، قد صادقت في دورتها المنعقدة تحت شعار "تعبئة والتزام لمواصلة البناء الديمقراطي"، على تعديلات طالت النظام الداخلي لحزب العدالة والتنمية حملت مقتضيات وُصفت بالمهمة في المشهد السياسي المغربي من قبيل التنصيص على حالات التنافي بين شغل انتدابات انتخابية ومسؤوليات تنظيمية داخل الحزب، إلى جانب إقرار لائحة داخلية للمجلس الوطني تنظم آليات اشتغاله وآليات اتخاذه لقراراته، بالإضافة إلى المصادقة على ما سمي داخل الحزب بهيأة التحكيم وهي الممثلة "للسلطة القضائية" داخل الحزب.