لقد ضرب الله في القرآن الكثير من الأمثلة المعجزة لأنها توضح الغامض من الأمور. وفي ما يخص هذا الموضوع أي العنصرية فالمغاربة لهم عدة أمثلة توضحها وأبرزها "ذيب حرام ذيب حلال" أو "الذيب حرام ومرقتو حلال" لقد أجازوا في أربع كلمات مختصرة، فإما أن يكون الذئب حلالاٌ أو حراما حسب المنطق دون تمييز بين ذئب وآخر داخل نفس القطيع. وهذا يجرنا إلى مجتمع البشر حيث تغيب المساواة بينهم. لكن لماذا قلنا عنصرية بيضاء، فعادة هناك تمييز بين الجنس الأبيض أي السيد والجنس الأسود المسود في النظام العنصري الكلاسيكي، وأبرز مثال على ذالك هو جنوب إفريقيا كآخر دولة مارست هذا النوع من التفريق بشكل رسمي بين السكان الأصليين السود والمحتلين البيض الهولنديين. وقصة تحررها بقيادة نيلسون مانديلا في القرن الماضي معروفة. أما اليوم فهناك عنصرية تميز بين الأبيض والأبيض، وأقصد هنا فلسطينالمحتلة، حيث الجدار الأمني الذي يعزل تجمعات الفلسطينيين فلا تنمية ولا بنية تحتية صالحة باختصار، العيش داخل سجن كبير، هذا من جهة. أما بين الفلسطينيين أنفسهم فهناك تمييز بين حكومة الرئيس عباس في الضفة، وحكومة إسماعيل هنية (المقالة) في غزة، فحتى عندما كانوا في حكومة وحدة وطنية في غزة مورس التمييز بين وزراء فتح ووزراء حماس. فلم يكن يسمح مثلا لوزراء حماس بالسفر إلى الخارج أو باستقبال المسؤولين الأوربيين أو بتلقي المساعدات الدولية... بينما وزراء فتح لا تضييق عليهم، وحاليا ففي وسائل الإعلام الدولية لا تذكر حكومة غزة إلا و أردفها المذيع بكلمة (المقالة، وزير مقال في حكومة مقالة، أو رئيس الحكومة المقالة...) بينما حكومة عباس في الضفة لا يضاف لها الرئيس المنتهية ولايته، فلماذا هذا التمييز بين عباس وهنية فشيئا من الموضوعية في التعاطي مع الشخصيتين دون تمييز بين "الأبيض والأبيض".