12 أكتوبر, 2018 - 09:07:00 هاجم نكوسي مانديلا، حفيد الزعيم والمناضل الجنوب إفريقي، نيلسون مانديلا، السياسات والممارسات الإسرائيلية "العنصرية" ضد الفلسطينيين، قائلًا إن نظام القمع الإسرائيلي "أسوأ" من نظام الأبارتايد (الفصل العنصري) الذي تم تطبيقه في جنوب إفريقيا. وقال مانديلا، في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، يوم الخميس، إن العالم يحتفل بمرور مائة عام على ولادة جدي الذي كان عمره سيناهز المائة (لو أنه على قيد الحياة)، ويحتفون بقيادته النضال لإنهاء الأبارتايد، في جنوب إفريقيا. وتابع: "لكن بينما تحرر بلدي منذ فترة طويلة من حكم الأقلية العنصرية، إلا أن العالم لم يتخلص بعد من جريمة الأبارتايد"، في إشارة إلى الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. ولفت مانديلا، الذي هو عضو في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (الحاكم)، أنه "يرى أوجه تشابه مخيفة بين القوانين والسياسات العنصرية الإسرائيلية تجاه الفلسطينين، وبين بُنية الفصل العنصري في جنوب إفريقيا". وأضاف: "نحن الجنوب إفريقييين نعرف الفصل العنصري عندما نراه، وفي الحقيقة، يدرك الكثيرون أن نظام القمع الإسرائيلي، في بعض الجوانب، أسوأ منه حتى". وأشار مانديلا، في مقاله إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت ترتكب جريمة الفصل العنصري حتى قبل تمريرها "قانون الدولة القومية"، الذي يعطي اليهود وحدهم حق تقرير المصير في البلاد. واعتبر أن قرار إسرائيل هدم قرية خان الأحمر، وطرد سكانها، مؤخرًا، "مثال" على جرائم الدولة، ونظام الفصل العنصري لديها. وقال، في هذا الصدد، إن الهدف من التطهير العرقي هذا هو تمهيد الطريق لبناء مستوطنات غير شرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وشبه مانديلا، المجازر الإسرائيلية بحق المتظاهرين الفلسطينيين في غزة، بمجزرة "شاربفيل" في جنوب إفريقيا، التي نفذتها شرطة نظام الفصل العنصري بحق سكانها من السود، عام 1960. وتابع "على الرغم من مرور 7 عقود على نظام الأبارتايد، والسرقة المستمرة للأراضي الفلسطينية، والاحتلال العسكري والمجازر بحق المتظاهرين العزل في غزة، والتي يمكن تسميتها بحق؛ شاربفيل الفلسطينية (..) يواصل كل جيل جديد من الفلسطينيين صراع التحرير". ويعد نيلسون مانديلا، أحد أبرز رموز الكفاح ضد التمييز العنصري في إفريقيا والعالم. وولد مانديلا، في 18 يوليوز 1918، بقرية "مفيتزو"، التابعة لمقاطعة "كيب الشرقية"، وأفنى حياته في سبيل النضال ضد نظام الفصل العنصري، وإنشاء مجتمع يتمتع أفراده بالمساواة دون تفوق عرق على آخر. وفي 1962، اعتقلت سلطات الفصل العنصري مانديلا، لدعواته وقيامه باحتجاجات عامة اكتسحت مناطق السكان ذوى العرق الأسود في جوهانسبرغ. وظل معتقلًا 27 عامًا، وأطلق سراحه في 1990، وأصبح بعد أربع أعوام، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في جنوب إفريقيا، ورمزا للنضال ضد التمييز العنصري، واستمر في منصبه حتى 1999.