قام عميل الاستخبارات الأمريكية ميلارد شيرلي بالتبليغ عن مكان نيلسون مانديلا، عقب قيام جاسوس هندي في حزب مانديلا بتبليغ شيرلي عن نية مانديلا التنقل عبر طريق محددة، فقامت قوات الفصل العنصري بعمل حاجز تفتيش على الطريق الذي سلكه مانديلا ليتم اعتقاله- بحسب جيرارد لودي وهو ضابط سابق في الاستخبارات الجنوب أفريقية وسجن مانديلا بعد وشاية السي آي إي 27 عاما. ولم يكتفي عملاء سي آي إي مثل شيرلي بدعم نظام الابارتيد العنصري بل قاموا بتقديم سموم لاستخدامها ضد الأفارقة مثل تلويث قمصان قبل توزيعها على المتظاهرين بسموم (مثل حمض البروسيك prussic acid القاتل بتسببه بأزمة قلبية) تجعلهم يسقطون أرضا بانقباضات معوية مؤلمة فضلا عن وسائل أخرى وحشية في التعامل معهم إلى جانب سرقة التبرعات التي كانت ترسلها الدول والأفراد من حول العالم لاستخدامها لقمع الأفارقة. رغم تآمر دول عديدة ضد السود في جنوب أفريقيا وتحالف كل من فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة وكيان إسرائيل، مع نظام الفصل العنصري القائم في جنوب أفريقيا وقتها وتزويده بأدوات القمع والتعذيب والأسلحة والدعم الهائل، إلا أن مانديلا لم يحمل ضغينة ضد هذه الدول الغربية التي ظلت تصنفه على أنه شخص إرهابي حتى سنوات قليلة ماضية (كونداليسا رايس قامت بإزلة اسمه من قائمة الممنوعين من دخول الولاياتالمتحدة !) مستندة بذلك للنظام العنصري ذاته في جنوب أفريقيا. لكن مانديلا أذهل الجميع بتسامح فخرج دون أن يحمل حقدا ضد معذبيه ومضطهديه بل حقق مساواة شاملة في جنوب أفريقيا وكان الشخص الوحيد الذي وحّد كل شعب وقبائل جنوب أفريقيا على اختلاف أعمارهم وأعراقهم وديانتهم وتوجهاتهم السياسية رجالا ونساء. لم يكن مانديلا يخشى قول الحقيقة وفي تصريحات تتجنبها وسائل الإعلام الغربية اليوم، إدانته للجرائم غير المسبوقة التي ارتكبتها الولاياتالمتحدة.ومطالبته كيان إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وأن النفط هو وراء شن جورج بوش حربه على العراق.