بينما كنت أتصفح جريدة المساء عدد 518 الصادرة يوم الاثنين 19/05/2008 ،أقرأ في زاوية *شوف تشوف* التي اشتهر بها رشيد نيني العنوان التالي: تجار الوهم. لن أخوض في مضمون النص موضوع العنوان المذكور. فقط استوقفتني الجملة التالية: ′′ اختار الهمة ربطة عنق حريرية ، وبذلة رمادية مخططة بالأبيض ، وساعة ذهبية بعقارب كثيرة ، لا يمكنها رغم كثرتها أن تتفوق على عدد العقارب الحقيقية التي اشتهرت بها منطقة الرحامنة تاريخيا . ′′ أقول أن من حق نيني أن يسائل في مادته الإعلامية أي شخص عمومي يمثل الدولة والشعب. يسائله عن كل كبيرة وصغيرة لأنه يمثل سلطة رابعة. لكن أن يتحول هدا الدور الإعلامي السامي إلى ضغائن وأحقاد شخصية تنتهك فيها الأعراض ، ويزور فيها التاريخ ، فداك أمر غير مقبول منك يا نيني. أن تختزل تاريخ الرحامنة في تاريخ العقارب ، فداك تعبير عن قصور معرفي ، وهشاشة تاريخية فاضحة وركاكة أسلوب بينة. لقد أقحم السيد نيني تلك الجملة إقحاما ليس له أدنى مبرر موضوعي. والدليل على ذلك أنه سقط من خلالها في أخطاء عديدة: خطأ أسلوبي : * لا يمكنها رغم كثرتها أن تتفوق على عدد العقاربØ الحقيقية ...* . إذا كان يقصد مقارنة عدد عقارب ساعة فؤاد عالي الهمة بعدد عقارب الرحامنة فكان أجدر به أن يقول * تفوق* وليس *تتفوق* فالمسافة بعيدة جدا بين فعل فاق و فعل تفوق. خطأ نحوي: أجدر بالسيد نيني أن يضع جملة ′′رغم كثرتها ′′ بين عارضتين لأنها جملة اعتراضية. خطأ معرفي تاريخي : يتمثل في كون تاريخ الرحامنة –الذي أصححه لنيني-هو تاريخ النضال و الرجال الشرفاء ، تاريخ العلم والفن والعزة والكرم. ولست أفهم أي دافع داك الذي جعل السيد نيني يسقط في هدا المنزلق. إذا كان الدافع هو إغاضة فؤاد عالي الهمة - باعتباره رحمانيا – فإنني أقول له أن الرحامنة ملك للجميع ملك للمغاربة قاطبة وليست ملكا لشخص بعينه. و إهانة تاريخها إهانة لكل المغاربة ، إنكار تاريخها إنكار لكل قيم النبل والشهامة التي تفوح رائحتها من القبيلة عبر كل الأزمان. وختاما أدعو السيد نيني للاعتذار لكل المغاربة قبل الرحامنة ، و أن يظل ذلك الصحفي الذي عهدنا فيه اقتفاء أثر الخبر الجاد. وأدعوه لتناول وجبة دسمة في شكل خروف سردي مشوي على نار هادئة على الطريقة الرحمانية. ""