ألو على غفلة ألو، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. الأخت سعيدة فكري، مرحبا بك بين أهلك وجمهورك الذين اشتاقوا كثيرا إلى أغانيك؟ "ربي يخليك.."، وأنا بدوري اشتقت إلى المغرب وإلى ناسه الطيبين. أين أنت الآن؟ أنا في طريقي من فاس إلى الرباط. هل هو سفر عائلي أو سفر فني ؟ هو سفر عائلي وفني الإثنين معا. سعيدة فكري من سفر إلى سفر متى ستحطين الرحال ؟ ( تضحك.. (بالفعل أفكر في العودة إلى المغرب، فدفء المغاربة لا يمكن تعويضه بثمن، لكن المسألة مسألة وقت. كيف تعيشين الغربة ؟ الغربة قاسية جدا، وكل يوم يمر علي هناك افتقد فيه المغرب. لكن الوضع هناك أحسن، أليس كذلك ؟ لكن يبقى شيء نفقتده. قررت الهجرة إلى أمريكا عام1998، هل كان هذا بسبب التهميش الذي عانيت منه ؟ ليس تهميشا بتلك الدرجة والتهويل الذي تحدثت عنه الصحافة، لأن هجرتي إلى أمريكا يتداخل فيها الشخصي بما هو إنساني وفني، إضافة إلى أنها شكلت فرصة لي لدراسة الإخراج السينمائي. هل تأثرت أغانيك بإقامتك بأمريكا ؟ عرفت الأغاني التي قدمتها تفتحا أكبر مما كنت عليه بالمغرب بحكم التأثر الذي يحصل للإنسان من خلال البيئة التي يعيش فيها. سعيدة، هل الغناء أمنية الصغر ؟ ليس بأمنية وإنما هو موهبة من عند الله تعالى، ولم أعتبر الغناء في يوم من الأيام موردا للرزق. متى بدأت الغناء؟ بدأت الغناء وأنا ابنة الثماني سنوات، وأذكر بأنني قمت بتأليف أول أغنية لي وكان عمري حينئذ إثنا عشر سنة. هل تلقيت التشجيع من والديك ؟ عندما بلغت سن ثماني سنوات، وجدت نفسي مهووسة بالغناء، وكان والداي يستمتعان بصوتي وأنا أغني، لكن عندما اجتزت مرحلة الطفولة أبدى والدي تخوفه، باعتبار أن الفتاة تكون دائما معرضة للاستغلال، ولكن عندما لمس موهبتي في الفن حيث استطعت أن أتعلم العزف وأنا ابنة ال 12 سنة، وبعدها تعلمت اللحن، شجعه هذا الأمر على الاطمئنان على ابنته،وهكذا خضت تجربة فنية، ساعدني كثيرا أخي خالد في اكتشاف دروبها. متى انطلق مشوارك الفني؟ بدأت بموسيقى "الكانتري" وأنا ابنة 14 سنة، و اعتبر بأن مشواري الفني انطلق عام 1994 عندما أصدرت ألبومي الأول بعنوان"كية الغايب". وفي نفس السنة شاركت في نفس السنة في سهرة ببروكسيل ببلجيكا، وقد حضرها جمهور كبير كان قد انتهى لتوه من الخروج في مظاهرة ضد التمييز والعنصرية. أول أغنية غنيت ؟ أول أغنية كانت لعبد الهادي بلخياط، بعنوان "في قلبي جرح قديم" وأول أغنية لي كانت بعنوان "ليام". توجد هذه الأغنية ضمن ألبومك الرابع، لماذا لم تضعيها في الألبوم الأول ؟ لأن لها علاقة بالترتيب ليكون هناك خيط ناظم بين اغاني الالبوم. تعيشين الآن بأمريكا، وأصدرت ألبوما بعنوان "عالم واحد"،" One World "، وأصدرت قبل سنتين ألبوما بعنوان "السلم"، لماذا اختيار هذين الموضوعين، هل هناك فعلا عنصرية ؟ لقد قمت بإصدار الألبومين لأن الحديث عن السلم وأصبح حديث جميع المجالس، والعنصرية تفشت في بعض البلدان الغربية. قلت، قبل عشر سنوات.."باراكا"، وغادرت البلاد، إلى أمريكا، هل لا زلت غاضبة ؟ ليس بتلك الدرجة التي كنت عليها من قبل "تضحك..". وهل في نظرك تغير شيء في البلد ؟ حدثت بعض التغيرات في مجالات أخرى ولكن اعتقد بان الفنان لايزال يعاني. ماذا تمثل بالنسبة إليك الشهرة؟ لاشيء، والأهم هو حب الناس واحترامهم هو الأساس. لكنك معروفة لأن أغانيك منتقاة بعناية وتعانق هموم الناس وانشغالاتهم؟ أنا-والعفو من هذه الأنا-أحب البساطة في حياتي، وأعتبر نفسي جزءا لا يتجزأ من أفراد الشعب المغربي، ولاتهمني الشهرة في شيء وكل همي هو إبداع أعمال جديدة تستطيع التعبير عن مايعيشه المظلومون والكادحون وكل المهمشين. أنت كاتبة كلمات وملحنة و عازفة على العديد من الآلات الوترية ومنتجة لأغلب ألبوماتك، هل في نظرك يمكن للفنان أن يحتكر جميع هذه المهام ؟ يساعدني في ذلك أخي خالد وأختي إيمان في التأليف والتلحين و التوزيع. أغانيك فيها غير قليل من الانتقاد، هناك من يعتبرها أغان سياسية ؟ أومن بأن كل ما هو اجتماعي مرتبط بما هو سياسي، غير أنني أنظر للأشياء من منظور اجتماعي، لأنني بصراحة لا أفهم في السياسة كثيرا. لكنني بالمقابل أحس بأن الناس موجودين بداخلي..وأحب أن أتعرف على همومهم. تتضمن أغانيك معجما دينيا، هل هذا اختيار؟ إن الدين جزء من حياتنا اليومية، وهو غالب على المغاربة، ويظهر في كلامهم اليومي، أقوم بتضمينه في بعض الأغاني من باب تذكير الناس بالموت، وهو أمر حتمي سواء بالنسبة للمؤمنين أو غيرهم. كيف وجدت المشهد الفني المغربي بعد رجوعك إلى المغرب ؟