بدتِ الحركةُ غيْرَ مألوفةٍ في أوراش مشروع الخط فائق السرعة TGV صباح أمس الخميس، بعدمَا لبَّى صحفيون من مختلف المنابر الإعلامية دعوة المكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي أرادَ من خلالِ تنظيمِ زيارة ميدانية للصحفيين إلى عين المكان حيثُ تجري أشغال الLGV، إطلاعَ الرأي العام على سيرِ المشروع، وتقدمه الذي بلغَ نسبة 10% على مستوَى الأشغال، و50% إجمالاً، بما يشملُ الأبحاث المنجزة من قبل مكاتب الدراسات المغربية. مستهلُّ الزيارة كانَ من قنطرة سبو، التي رصدت لإنجازها إمكانيات هامة، بحكم ترقب استغراقها لواحد وعشرينَ شهراً من الأشغال، وتكليفها 129 مليونَ درهم، بعدمَا آلت صفقة إنجازها إلى مقاولة مغربية مختصة في الميدان، فيما بدأ العملُ داخلَ الورش منذ مارس المنصرم، بدءً بالأشغال التحضيرية، حيثُ انصبت مكاتب الدراسات على تحديد العراقيل الماثلة أمامَ خط سير القطار فائق السرعة، لأجل تعويض المتضررين، اعتماداً على مقرراتِ لجانٍ إقليمية متألفة من أطراف عن وزارات عدة كالداخلية والفلاحة، حسبَ ما أكده مصطفَى شكري، المسؤول المكلف بأشغال البنية التحتية في مشروع الLGV، في تصريحٍ لهسبريس. وغيرَ بعيدِ من ورش قنطرة واد سبو، كانَ شبابٌ في مقتبل العمر، قد رابطوا في مكانهم، وهوَ يحدقونَ في زوار الورش، أملاً منهم في إيجاد أذن تصغي، إلى ما قالوا في حديث لهسبريس، إنها مأساتهم التي تسببَ فيها مرور القطار فائق السرعة بالقرب من جماعتهم، فبعدما استبشرُوا خيراً بالمشروعِ وظنُّوا أنَّ من شأنه إيجادُ فرصِ عمل لهم، وهم أولى بها كما يقولون، ألفوا الأراضي الجماعية التي دأبوا على استغلالها فلاحياً قد تمَّ تفويتها، فضلاً عن إتيان المشروع على عددٍ من الآبار الموجهة لأنشطتهم الفلاحية، التي لا بديلَ لهم عنها، كما أكدوا لهسبريس، وهم يرفعون لوحةً من الكرتون كتبتْ عيها 'بغينا نخدموا". وأضافَ شبابُ المنطقة لهسبريس، إنَّ شخصين اثنين لقيا حتفهما حتَّى الآن بعدما اصطدامهما بشاحنة للأشغال، مرجعينَ ذلك إلى قلة اللوحات التنبيهية الحركة الدؤوبة بمنطقة لا تزالُ بجنباتها بيوتٌ متهالكة، وهوَ ما لم يكن لهم عهدٌ به في السابق، وهم لا يطالبونَ الآن حسبَ ما شددوا عليه إلا بتمكينهم من العمل في المشروع، بدلَ استقدام اليد العاملة من مناطق أخرى. وعقبَ زيارة الورش الأول بجماعة أولاد سلامة بالقنيطرة، حلَّ الصحفيونَ بمعملٍ تم إحداثه على مساحة 6 هكتارات بهدفِ تصنيع العوارض الخراسانية اللازمة لإنشاء سكة الخط فائق السرعة، نواحي مدينة القنيطرة، تفادياً لاستقدامها من الدارالبيضاء وتجشم تكلفة النقل وأعبائه. وأكدَ ذلكَ المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ربيع الخليع، الذي قالَ في لقاءٍ صحفي، إنَّ الشركات الفرنسية لم تستأثر بحصة الأسد كمَا روجَ لذلكَ الكثيرونَ، وإنما بلغَ عدد المهندسين المغاربة المشركين في المشروع ما يقاربُ مائتي مهندس، كما أنَّ نحوَ 50% من أشغال البنية التحتية للخط أنجزتها مقاولاتٌ وطنية، وهوَ إسهامٌ مهمٌ لا ينبغي الاِستهانة به، مشيراً إلى أن مكاتب الدراسات بالمغرب ستكتسبُ خبرةً وازنة بعدَ تدخلها بشكلٍ مكثف في المشروع الجاري إنجازه.