عندما 0طلعت على تصريح السيّد الوزير أوزّين بِعدم صرفه لمنح الجامعات الملكية المغربية الفاقدة للشرعية، فرحت جدا بهذا القرارِ الجريء فى زمن كثر فيه السُرّاق و النفاق والإرتزاق والتسلط على الرقاب والأعناق حتى زَكمت روائح الفساد أُنوف كافة الشعب من نَثن أفعال شرذمة إِنتهازية وطُفيلية من المحسوبين على الرياضة الوطنية الذين يتقنون صُنوف المكر والخداع إلاّ التسيير والتدبير ولِسان حالهم يقول كالجرادة التى صادفت لقلاقاً جائعاً فسألها عن جشعها فى 0لتهام محاصيل الغير بدون وجه حق فردت بتحد واضح غير أبهت به المهمّ أن آكل أن ألتهم وما شأني أنا بالأخرين، ف0لتقتها اللقلاق بمنقاره مجيباً: المهم عندي أيضا أن آكلك و ألتهمك وأخلِّص الناس من شرورك - وقصة الجرادة واللقلاق معروفة عند جميع المغاربة - . فالمتتبع لحال بلدنا الحبيب المغرب يُراقِب حالة عامة من الفساد على جميع الأصعدة والمستويات إلاّ من رحم ربك، وما قطاع الرياضة منهم ببعيد. فمن سُنن الله فى هذا الكون سُنّة الّتغير و0ستبدال الطالح بالصالح و المفسد بالمصلح ومنها أيضا نهاية الظلم والإستبداد وحلول العدل والحرية ولله الحمد والشكر على نعمه. فلا غرابة أن الفاسد سيحاول بكل ما أُتي من قوة الحفاظ على مكتسباته وغنائمه ولن يترك الدجاجة التى تبيض الذهب لغيره. إنّ النظر الى المستقبل لا يكون عبر نظّارات شمسية سوداء داكنة ولكن يكون بروح التفاؤل ومحاولة تغير أنفسنا ، فلنغير سلوكنا من مواطن مراقب متتبع للعورات والعثرات الى مواطن فعّال نافع لنفسه ولغيره بما أنّ القلم تحمّل مسؤولية النقد وتجرّأ على أن يقول للمُسيء أسأت، فإنّ من واجبهِ أن يقولَ للمُحسِنِ أحسنت، وهذا هو النَّقد البنّاء الذي يظهر أوجه الحُسن كما يُظهر أَوْجُه الرَّداءة، بِقصد تحسين الأداء والارتقاء بهِ. فكما لا يمكننا السّكوت عن هذه المهازلِ التى ألمَّت بالرياضة المغربية فى الحِقبة الأخيرة من هَزالٍة وضُعفٍ شديد فى النتائج الى الفضائح المدوية عالميا كفضيحة المنشطات فى دورة لندن الأخيرة، فواجبنا أيضاً كمواطنين شرفاء التنويه بمِثل هذه الأعمال الجريئة من السّيد الوزير أُوزّين وأن نثني عليه لكي يُعقبها بخطوات شجاعة مثلها فى الأمد القريب إن شاء الله. فمشكلة الرياضة الوطنية - كما اسلفت فى مقال سابق - تكمن على مستوى التسيير وعلى مستوى التغيير. فمستوى التسيير هو الحكامة الجيّدة والتخطيط العقلاني المدروس والخُطط والإستراتيجيات من متخصصين فى ميدان التسيرو تدبيرالقطاع الرياضي بالمغرب ومن أطر ومدربين فى المستوى المطلوب، لا من أُناس لا علاقة لهم البتة بعالم الرياضة .فلكي نُجيب على أسئلة مهمة من قبيل من نحن ؟ وما محلنا من الإعراب الآن؟ يعني حالة الرياضة الراهنة وماذا نريد تحقيقه أو الوصول إليه ؟ أي الحالة المستقبلية، متى نريد تحقيقه؟ فالزمن عامل مهم فى المعادلة، وأين نريد تحقيق هدفنا؟ أعني هنا هل نتوفر على الِبنيات التحتية والمنشأت الرياضة، وكيف نريد تحقيقه ؟ الوسائل والطرق العلمية والأفكار والنماذج الناجحة. وأما بالنسبة للمستوى التغيير فيتلخص فى إرادة وعزيمة صُنّاع القرار وجميع الفاعلين فى القطاع الرياضي من مسيري الأندية والجامعات الرياضية وكذا الأطرالتقنية والمدربين على خلق قطيعة مع الفساد بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومحاولة تغيير واقع الفشل والهزيمة الى واقع إيجابي متجنبين سياسة ذر الرماد فى العيون بحيث يكون التغيير بشكل هرمي من القمة الى القاعدة لا أن نقدم قرابين الفداء على شكل عزل رؤساء الجامعات أو الموظفين الصغار أوالرياضيين المذنبين- كما حدث مؤخراً - ، كما يجب تفعيل القانون والمساطر المنظمة للقطاع الرياضي وعدم غضّ الطرف عنها ومحاولة تجاهلها من طرف الجميع. لا يمكن ولن يمكن التغير بدون الأخذ بالأسباب التى حاولت بشكل عام الوقوف عليها، وسنجد أنفسنا بعد سنين في 0خر الركب نتخبط فى مشاكل أكبر من هذه، يكفي من الحلول الترقيعية، ويكفي من الكلام الشفوي وآتِنا العمل اليدوي. * دبلوم علم الرياضة/ طالب دكتورة شعبة الطب الرياضي تخصص الوقاية وإعادة التأهيل جامعة ماينز بألمانيا www.jouanisports.com