قال الدكتور يحيى اليحياوي، الخبير في مجال الإعلام والاتصال، إنه "لا يدري حقيقة السياقات التي تثوي خلف قرار هسبريس إطلاق مجلتها الورقية الأسبوعية"، متسائلا "هل تمت دراسة جدوى هذا المشروع، أم ترى أن حماسة نجاح الموقع الإلكتروني هو الذي كان الدافع الأساس"، قبل أن يجزم بأن "هذه التجربة الجديدة تُغري حقا". وتابع اليحياوي قائلا: "بصرف النظر عن شكل المجلة المزمع إنشاؤها، وطبيعة خطها التحريري والمضامين التي ستعمل على تمريرها، فأنا أتصور أنها ستفعل حتما في سوق ميزته الأساس تردي مستويات القراءة، وتدني الإقبال على الجرائد والمجلات، وتراجع منسوب المقروئية، واكتفاء المغاربة بما هو شفوي أو مرئي ومسموع، وارتكانهم في السنوات الأخيرة إلى التقاط معلوماتهم من الشبكة، ليبقى كيف ستتموقع المجلة في هذا المحيط غير المشجع حقيقة، وكيف ستقبل على الاستثمار في مشاريع كهذه". وأكد الخبير بأن نجاح هسبريس في الشبكة العنكبوتية كان بسبب آنية أخبارها وسرعة تمريرها بالصوت والكلمة والصورة، عوض انتظار دورية الجريدة أو المجلة أو الخبر في الإذاعة والتلفزيون، وأيضا بسبب فتح إمكانية التفاعلية مع القارئ، فضلا عن مجانية موادها ويُسر النفاذ إليها. وتابع اليحياوي بأن "هذه المبررات سالفة الذكر كانت هي التي تُقدَّم لمعالجة مسألة تراجع المكتوب وتقدم الرقمي، أما اليوم فسيختل تحليل عناصر هذه المسألة، وسيعاد طرح معادلة المكتوب والرقمي من جديد". وأبدى الخبير تحفظه من هذه النقطة قبل أن يردف بأنه ينتظر العدد الأول من مجلة هسبريس الورقية ليرى العلاقة بين المستويين؛ "هل ستكتفي المجلة بإعادة نشر ما تسنى لها تقديمه على موقعها، أم أنها ستعمل بمنطق التكاملية، أم أن الأمر يتجاوز هذا وذاك". وزاد المتحدث بأنه "إذا كان الأمر اقتناعا من لدن القائمين على المجلة بمركزية الورقي، ففي هذا رأي، وإذا كانوا سيراهنون على رأسمالهم الرمزي الذي اكتسبوه بشبكة الانترنت، فهذا فيه نظر أيضا"، ليخلص إلى القول "بكل الأحوال أنا حقا مندهش لهذه المبادرة، وسأكون مندهشا أكثر لو استمرت بمرور الوقت، واستطاعت أن تزاوج بين البُعدين"، يقول اليحياوي. وكان القائمون على هسبريس قد أعلنوا قرب إطلاق مجلة ورقية أسبوعية سيصدر عددها الأول في بداية شهر يناير المقبل، حيث أكد محمد أمين الكنوني مؤسس موقع هسبريس بأن "المغرب اليوم في حاجة إلى مجلة أسبوعية مستقلة حقيقية تعيد الاعتبار إلى التحليل الصحافي والأجناس الصحافية الراقية". وعزا حسان الكنوني، المدير العام لشركة (HESPRESSMAG) التي ستصدر مجلة هسبريس، نجاح الموقع الإلكتروني إلى "مهنية ومسؤولية صحافييه وطاقمه، وإلى الفصل بين التحرير ورأس المال"، مبرزا بأن هذا المُعطى تحديدا "سيكون الضامن أيضا لنجاح المجلة الورقية".