أعضاء "البديل الحضاري" يضربون عن الطعام احتجاجا على حظر أنشطة الحزب دخل أعضاء حزب البديل الحضاري المحظور، صباح اليوم الخميس، في إضراب مفتوح عن الطعام، مصحوب باعتصام أمام مقر البرلمان، وقال أمين عام حزب البديل الحضاري، المصطفى المعتصم، في تصريح أدلى به لهسبريس، بأن الإضراب المفتوح عن الطعام يأتي بعدما وصلت المفاوضات مع الحكومة إلى الباب المسدود، بعدما رفضت هذه الأخيرة أن تعيد الترخيص للحزب لإعادة استئناف أنشطته، وإلغاء القرار الذي سبق لحكومة عباس الفاسي أن اتخذته والقاضي بحلّ حزب البديل الحضاري، بعد اعتقال أمينه العام فيما يعرف ب"قضية بلعيرج"، وأضاف المعتصم في حديثه لهسبريس، بأن قرار حلّ حزب البديل الحضاري قرار "باطل ولا يحمل صفة مرسوم قانوني، وبالتالي يجب إلغاء كل ما ترتّب عليه". وزاد المعتصم قائلا بأنّ الذي كان منتظرا من الحكومة أن تقوم به هو اللجوء إلى القضاء كما تنصّ على ذلك مقتضيات الدستور الجديد، وإذا لم تكن لديها جرأة للقيام بهذه الخطوة فقد كان على جهة حكومية مسؤولة، إما رئاسة الحكومة، أو وزارة الداخلية أو العدل، أن توقع معنا محضر تبليغ رسمي يسمح باللجوء إلى العدالة، وهو ما لم يتمّ، مضيفا أن هناك جهات تعادي الحزب، دون أن يفصح عمّن تكون هذه الجهات بالتحديد، مكتفيا بالقول: "إنها التماسيح والعفاريت والديناصورات". وبدأ الاعتصام المفتوح المصحوب بإضراب عن الطعام الذي يخوضه المعتصم رفقة عدد من أعضاء حزب البديل الحضاري على الساعة العاشرة من صباح اليوم الخميس، بحضور عدد من الحقوقيين والمحامين، وهو الإضراب الذي قال المعتصم في تصريح لهسبريس بأنه "سيكون مفتوحا بناء على تطور أحداث هذا الملف، حيث يمكن أن يستمرّ ليوم واحد، وقد يصل حتى إلى الشهادة، لكي يشهد المغاربة على حالات الظلم الذي عانى منه البديل الحضاري لما يقارب أربع سنوات"، غير أن النقيب عبد الرحيم الجامعي، استطاع أن يقنع المصطفى المعتصم، بعدم الاستمرار في الإضراب عن الطعام، داعيا إلى خوض أشكال احتجاجية "تليق مع المرحلة". وقال الجامعي، موجها كلامه إلى المعتصم ومن معه من أعضاء حزب البديل الحضاري: "رسالتكم وصلتْ، ويكفي أن يكون كل هؤلاء الحقوقيين والمتضامنين إلى جانبكم، لذلك نناشدكم بوقف الإضراب عن الطعام وإسناد المهمة إلى المنظمات الحقوقية للقيام بواجبها من أجل حلّ هذا المشكل"، وهي المناشدة التي قوبلت بترحيب من طرف المصطفى المعتصم، حيث قال إن قرار الإضراب عن الطعام تمّ اتخاذه على مضض، وبعد استفاد جميع الحلول، مشيرا إلى أنّ أعضاء الحزب سيجتمعون من أجل مناقشة فكرة التراجع عن خوض الإضراب عن الطعام، "وهذا لا يعني، يضيف المعتصم، أننا خائفون، بل وفاء ونزولا عند رغبة هؤلاء الشرفاء الذين ساندونا في محنتنا، والذين يستحيل أن نردّ لهم طلبا، ولكننا نريد أن نوصل رسالة مفادها أننا مصرّون على تحقيق مطلبنا برفع الحظر عن أنشطة الحزب، والذين يعتقدون أننا نناور فقط، نقول لهم بأنهم لا يعرفون جيدا نساء ورجال البديل الحضاري". وفيما يشبه انتقادا لحكومة ابن كيران، قال المعتصم إن أكبر عفريت وأكبر شيطان وأكبر ديناصور وأكبر تمساح هو الذي يوجد في أمخاخ بعض السياسيين، ولا يمكن أن نتقدم إلى الأمام إلا إذا قام هؤلاء باغتيال هذه التماسيح والعفاريت وطردها من عقولهم، وزاد قائلا: "نحن لا نريد التصعيد مع الدولة، رغم أنّ لدينا كل الوثائق التي تخوّل لنا اللجوء إلى جنيف، من أجل أن يعرف الرأي العام الدولي كيف يتمّ حلّ الأحزاب في المغرب، وكان ذلك سيشكل فضيحة أمام المنتظم الدولي، ولكننا لم نفعل، حرصا على سمعة المغرب ومساهمة منا في إنجاح المرحلة" يقول أمين عام حزب البديل الحضاري.