توصلت هسبريس برسالة خاصة من الوفد الطبي المغربي المتواجد حاليا بغزة، يقول فيها إن الوضع الإنساني بغزة "كارثي" جراء اشتداد القصف المكثف والقوي الذي يستهدف المدنيين والعزل من أطفال ونساء وشيوخ، مع انتشار دائم لرائحة البارود المنبعثة من قذائف الصواريخ "الإسرائيلية" التي تسقط على القطاع. وتزيد رسالة الوفد المتواجد منذ الثلاثاء الماضي بغزة، أن مظاهر الحياة في القطاع كانت عادية جداً، "أطفال يلعبون في الشارع ويُكبّرون عند سماع صوت صواريخ القسام التي اعتادوا عليها فيدعون لها.. فيما يدْعُون على أصوات القصف وهم يضحكون و يمرحون"، في وقت توضح الرسالة ذاتها أن أسواق غزة تتمتع بحركة عادية والمساجد عامرة أثناء صلاة الجمعة وغيرها من الصلوات حتى الفجر، "إنه فعلا شعب غير عادي.. إنه بالفعل شعب المستحيل!". وقال المصدر أن الوفد المغربي كان في زيارة إلى غزة في إطار مؤتمر الصيادلة العرب لمناقشة قضية الأمن الدوائي في القطاع، قبل أن يفاجَئ، قبل انتهاء المؤتمر، بقصف سيارة القائد القسامي أحمد الجعبري واشتداد القصف "الإسرائيلي" بعدها. أما عن الاحتياجات التي يتطلبها الوضع بغزة، فتوضح الرسالة إن مخزون الدواء والمستلزمات الطبية مُتدنّ جداً وأن ما يقارب 60% منها يناهز الصفر، "كما تدارسنا مع أشقائنا العرب الخطوات العملية لهذا التضامن". وقام الوفد الطبي المغربي بمباشرة عمله في مستشفيات غزة، حيث أرسل لائحة من الحاجيات الدوائية المستعجلة، التي حصلت هسبريس على نسخة منها وتضم أزيد من 400 من الأدوية والحاجيات الطبية، فيما بدأت مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، عملية جمع تلك الحاجيات المطلوبة وإرسالها على عجل إلى قطاع غزة. وكان الفريق الطبي المغربي الموفد من طرف اللجنة الصحية لمساندة العراق وفلسطين، قد طالب، عبر رسالة توصلت هسبريس بنسخة منها، بالتدخل العاجل لإنقاذ وإسعاف المصابين الفلسطينيين جراء العدوان "الإسرائيلي" الذي تعرض له القطاع بشكل مكثف منذ الأربعاء الماضي، والذي خلف حوالي 40 شهيدا وأزيد من 370 جريحا إلى حدود كتابة هاته السطور. وفي سياق متصل، أعلن خالد السفياني، مُنسِّق مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين، أن المغرب سيشهد تنظيم مسيرة شعبية يوم الأحد القادم، انطلاقا من ساحة باب الأحد بالرباط، تحت شعار "الشعب يريد تحرير فلسطين"، بمشاركة هيئات حقوقية وسياسية ومدنية مغربية، مضيفا، أثناء الوقفة التضامنية مع غزة التي نظمت أمس الجمعة بساحة البريد بالرباط، أن الوفد الطبي الموفد من طرف اللجنة الصحية يعيش ظروفا صعبة هو يمارس عمليات الإغاثة للمصابين بغزة، "في وقت تستعمل فيه مجموعة العمل بالتنسيق مع هيئات بإرسال المساعدات اللازمة من أجل الدعم والمساندة".