بعد سنوات من تعهد مستثمرين من دول الخليج العربية باستثمار مليارات الدولارات في شمال افريقيا بات التفاؤل المبكر مشوبا بالقلق حاليا فيما تكافح المشروعات الرئيسية للنهوض. "" وتفتقر دول المغرب العربي الي المعرفة والخبرة العملية بالمشروعات الكبري مما يجعل منها هدفا مثاليا لاستثمار ايرادات نفطية استثنائية بسبب ارتفاع الاسعار الي مستويات قياسية. وأعلن عن انشاء مناطق تجارية وصناعية ومراسي وفيلات علي الشواطيء ومصاهر للالومنيوم ومحطات للكهرباء، وهي مشروعات تعد شريان حياة لبلدان شمال افريقيا التي تحاول حفز اقتصاداتها لتسريع النمو وخفض معدلات البطالة. واجتذب المغرب مشروعات تطوير عقاري بتمويل خليجي قد تتجاوز قيمتها الاجمالية 30 مليار دولار. غير أن تحويل الاتفاقات الي واقع ملموس يمضي ببطء شديد بالمقارنة مع ما يحدث في دول الخليج حيث تبني ناطحات سحاب وفنادق في غضون شهور قليلة. وبدأت مجموعة دبي القابضة تنفيذ مشروع أعلن عنه في أوائل عام 2006 لاعادة تطوير منطقة نهر أبي رقراق بالعاصمة الرباط رغم أنه لا يمضي بنفس وتيرة مشروعات في مناطق مثل دبي. كما أن خطة شركة اعمار الاماراتية لتطوير شاطيئ الرباط المطل علي المحيط الاطلسي متأخرة عن مواعيدها بأكثر من عامين غير أن العلامات الوحيدة الواضحة علي حدوث تقدم في المشروع تتمثل في مجموعة من أعمال الحفر الارضية وقاعة عرض. ودشن الملك محمد السادس مشروعا مدته خمس سنوات لانشاء مرسي يهدف لجذب السياح الاثرياء الي الدارالبيضاء قبل نحو عامين وسط تهليل واسع. غير أنه لم يطرأ علي الموقع اختلاف يذكر حتي الان. كما وقعت اعمار اتفاقا أوليا بقيمة 20 مليار دولار لانشاء أكبر مشروع تطوير عقاري علي الاطلاق في الجزائر بما في ذلك اعادة تطوير خليج الجزائر. وينتظر توقيع اتفاق في الاسابيع المقبلة حسبما تقول مصادر في القطاع العقاري لكن تلك الاتفاقات لم تسفر عن شيء حتي الان. ويبدو أن الروتين يمنع مشروعات خليجية أخري في قطاعات الطاقة والبنوك والاتصالات والعقارات. وقال محللون ان أسباب التأخيرات يصعب فهمها في بعض الاحيان في منطقة تلعب فيها النخب المتمتعة بالنفوذ ألعابا معقدة خاصة بالرعاية تشوه منطق الاعمال العادي. وقال ديفيد باتر محرر قسم أعمال الشرق الاوسط بوحدة المعلومات التابعة لمجلة الايكونوميست البريطانية مستوي تنفيذ المشروعات العقارية والسياحية في شمال أفريقيا التي أعلنت عنها جهات خليجية لا يزال متأخرا كثيرا عموما. في المغرب الامور تتحرك بعض الشيء. أما في الجزائر فلم يظهر شيء يذكر بشأن الاتفاقات البالغ حجمها 25 مليار دولار.. كذلك الامر مع ليبيا.. حيث توجد خطط كبيرة دون أن يحدث أي شيء. ويصر مسؤولون مغربيون علي أن المشروعات الكبيرة لا تزال تمضي وفق ما هو مخطط له ولكن من الطبيعي مواجهة عدد من العوائق التي يتعين اجتيازها قبل أن تبدأ في التبلور علي الارض. وقال مصطفي بكوري المدير العام لصندوق الايداع والتدبير وهو صندوق استثمار حكومي مشارك في كثير من مشروعات التطوير بالمملكة المغربية هذه المشروعات تتقدم.. والقيود مرتبطة بالمشروعات الكبري والشراكات . وربما يكون لدي تونس الكثير الذي يمكن أن تكسبه أو تخسره. فالدولة البالغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة والتي تحقق ناتجا محليا اجماليا سنويا يبلغ 20 مليار دولار تستهدف استثمار من 50 الي 60 مليار دولار في مشروعات تمولها جهات خليجية.