تروج في المغرب منذ أسابيع شائعات عن قرب تعديل حكومي يعفى بموجبه الوزير الأول الحالي عباس الفاسي من مهامه ليحل مكانه الوزير المنتدب سابقا بالداخلية فؤاد عالي الهمة، في وقت تلزم فيه الدوائر الرسمية الصمت حول الموضوع. "" وتحدثت وسائل إعلام مغربية وأخرى أجنبية عن قرب إعفاء الفاسي من مهامه، معتبرة أن أداء حكومته ضعيف، ومشيرة بالمقابل إلى "صعود نجم" عالي الهمة الذي يعد صديقا للملك المغربي محمد السادس وأحد زملائه في الدراسة. تمهيد الخلافة وقد تساءلت الأسبوعية الفرنسية المتداولة بالمغرب "جون أفريك" في عددها الأخير الصادر في منتصف الشهر الحالي "لأي شيء يصلح الفاسي؟". ووصفت الأسبوعية الوزير الأول الحالي بأنه ضعيف ومصاب بمرض السكري، وقالت إنه "قاصر النظر ومعروف بالجمود". وخلصت إلى أن الملك إنما عينه "ليمهد ظروف الخلافة" لصديقه عالي الهمة الذي يتزعم حركة سياسية سماها "حركة لكل الديمقراطيين"، مضيفة أن هذه الجمعية لا شك ستصبح أقوى فاعل سياسي خلال الانتخابات التشريعية لعام 2012. وزادت من تغذية شائعات التعديل الحكومي زيارة الملك إلى منطقة الرحامنة التي يمثلها عالي الهمة في البرلمان، حيث فازت لائحته في انتخابات 7 شتنبر الماضي بالمقاعد البرلمانية الثلاثة المخصصة لهذه المنطقة في مجلس النواب. ورافق الزيارة تدشين مشاريع تنموية خصص لها مبلغ قدره مليار دولار، كما تميزت بكلمة مطولة ألقاها عالي الهمة أمام الملك وشقيقه الأمير رشيد، ونقلت كاملة على القناتين المغربيتين الأولى والثانية. أضعف حكومة المحلل السياسي والأستاذ بجامعة مراكش عبد الصمد بلكبير لا يستبعد أن يحدث تعديل حكومي "مادامت الحكومة الحالية هي أضعف حكومة عرفها المغرب". وأوضح بلكبير أن "ذوي النفوذ في الدولة" اختاروا النزول إلى المجتمع و"اختراقه بحركة اجتماعية ليست لها إيديولوجيا، بل أجندة سياسية واضحة". وذهب بلكبير في حديث للجزيرة نت إلى أن المسؤولين "الذين شتتوا الحداثيين (وصف غالبا ما يطلق في المغرب على اليساريين) بعد حكومة عبد الرحمن اليوسفي (1998-2002) يعملون على تجميعهم في جبهة واحدة ضد الإسلاميين، الخصم الماثل في الساحة والمستفيد من تناقضات السياسة والمجتمع". مؤامرة ولم يصدر عن الفاسي أي تصريح أو بيان في الموضوع، ما عدا ما نسبته إليه وسائل إعلام من وصفه، في المجلس الوطني لحزب الاستقلال الذي يتزعمه، ما يروج له بأنه "مؤامرة" ضده، كما لم يصدر أي بيان بهذا الشأن عن القصر الملكي أو أي جهة حكومية. أما عالي الهمة فقد أكد في حوار خص به الأسبوعية المغربية الصادرة بالفرنسية "لاغازيت دو ماروك" أن حكومة الفاسي لا تزال في بداية عملها وأنه من السابق لأوانه الحكم عليها. وقال عالي الهمة إن الشائعات محاولة لزعزعة الحكومة، مؤكدا أن الكلمة الأولى والأخيرة في الموضوع هي للملك. عن الجزيرة نت