عرضَ وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي، صباحَ اليوم بالمكتبة الوطنية في الرباط، منجزاتِ وزارة الثقافة خلال العام 2012، واصفاً إياهَا خلال اللقاء الصحفي ب"الإيجابية" رُغْمَ تواضع الإمكانات، وأكد أن الوزارة قد عملت خلال السنة الجارية على تنفيذ مخططها القطاعي، منجزةً لمشروعٍ أولي في إطار "استراتيجية المغرب الثقافي"، من خلال وثيقتين؛ أولاهما تقريرٌ قطاعي يرمي إلى تحليل مختلف السياسات القطاعية مع التطرق إلى إشكالية التعدد اللغوي، في حين تضم الثانية مشروعاً أولياً ل"ميثاق وطني للثقافة المغربية". المتحدث ذاته، قالَ في جوابٍ له على سؤال طرحته هسبريس بشأن ضعف الميزانية المرصودة لوزارة الثقافة مقارنةً مع دول الجوار كتونس مثلاً، (قال) إنَّ وزارته استطاعتْ رغم تواضع الإمكانات، بحكم عدم توفرها حتَّى الآن على مقرٍّ في ملكيتها، أن تحقق حصيلة جيدة، مستدلاً بتنظيم 150 مهرجان في المغرب خلال 2012، شهدتْ حسبَ ما عاينهُ تفاعلاً كبيراً من جانب الجمهور المغربي. القيادي في حزبِ التقدم والاشتراكية رأى في جوابٍ آخر على سؤال لهسبريس حولَ الموظفين الأشباح بوزارته، أنَّ هناكَ من يعملُ عَلى تضخيم عدد الموظفين الأشباح، مضيفاً أن المشكل يكمُنُ في وجود أشخاص موظفين في وزارة الثقافة، يقومون بالموازاة مع ممارستهم لوظائفهم بأنشطة فنية تمنعهم من الحضور في بعض الأحيان. وبشأن غياب المغرب عن المعرض الدولي للكتاب بفرانكفورت، قال الصبيحي إن الوزارة تشتغلُ وفقَ ما تتيحهُ إمكاناتها المادية المتواضعة، بمَا لا يمكنُ معه الحضورُ في جميع التظاهرات الدولية، مثيراً في الآن نفسه، دورَ الديبلوماسية الثقافية، وسعيَ الوزارة إلى تمثيل المغرب بشكلٍ جيدّ، وقدَّم مثال حلول المغرب ضيفَ شرفٍ على المعرض الدولي للكتاب والصحافة بجنيف في أبريل الماضي. وبخصوص الوضعية التي يعيشها بعض قدامَى الفنانين المغاربة، ممن أعطوا الكثير للفن المغربي، قال الوزير إن وضعية العديد منهم غير مرضية، وفي كثير من اللحظات كانتِ الالتفاتات الملكية المنقذَ الوحيدَ لهم، مؤكداً أن الوزارة تدرسُ خطوةً لتجنبِ وقوع الفنانين، غداةَ توقفهم عن العطاء في أوضاع صعبة تنال من كرامتهم. في ختامِ اللقاء، شدَّدَ الصبيحي، على أهمية المقاولة الثقافية، باعتبارهَا إطاراً يصونُ حقوق الفنان، وإنْ كانَ إنجاحُهَا اليوم أمراً صعباً بالنظر إلى تزايد أعمال القرصنة، التي يستحيل العمل في ظل انتشارها على نطاق واسع، داعياً السلطات إلى التعامل بصرامة مع رؤوس القرصنة بالمغرب، التي لا تتجاوز حسبَ تقديراته الستين في مدن معروفة، تقطعُ رزقَ ما يتراوح بين 10.000 و15.000 شخص يشتغلون في الحقل الفني.