وجد عبد اللطيف وهبي، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، نفسه أمام فوهة "الامازيغيين" بعد أن طالبوه باعتذار رسمي عقب تصريحه أثناء انعقاد أشغال لجنة المالية المخصصة لتدارس مشروع ميزانية 2013، حينما زلّ لسانه بالقول: "إن هذه المدينة (يقصد تامسنا) ما تصلح غير لشي شلح يبيع فيها الزريعة". تعليق وهبي، هذا، اعتبره برلمانيون بمثابة "احتقار للأمازيغيين"، وموقف "يكتسي خطورة بالغة على استقرار البلاد، بالنظر إلى كونه يضع الأمازيغ الناطقين بلهجة "تشلحيت" في المستويات الاجتماعية الدنيا، التي يُسمح أن يُضرب بها المثل في الفقر والدونية". كلام ثقيل وضعه برلمانيو الأمة على ظهر عبد اللطيف وهبي، الذي لم يعتد على توجيه اللوم إليه بقدر ما كان طوال عمره في البرلمان يوجه لومه إلى الآخرين. وهبي المعروف عليه، إتقانه الجيد لفن الخطابة، بحكم عمله كمحام متمرس، لم يدرك جيدا أن العديد من المتربصين به ينتظرون زلاته كي يقلبوا الطاولة عليه، ويحاصرونه في الزاوية الضيقة. بتصريحه هذا، وضع عبد اللطيف، نفسه، في سلة "النازلين" في بورصة السياسة، بعد أن تلقى اللكمات المتوالية على "خفة لسانه".