بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام اليوم الإثنين رحلة العودة إلى أوطانهم بعد أن استكملوا أداء مناسك الحج. وقد استقبل ضيوف الرحمن مع اشراقة صباح يوم أمس الأحد الثاني عشر من شهر ذي الحجة٬ ثاني أيام التشريق في جو آمن مطمئن٬ حيث قاموا برمي الجمرات الثلاث اتباعا لسنة رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. وبعد ذلك توجه الحجاج المتعجلون٬ الى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع٬ في الوقت الذي مكث فيه الراغبون في التأخر إلى اليوم الإثنين (الثالث عشر من ذي الحجة) في مشعر منى لرمي الجمرات الثلاث كما رموها في يومي الحادي عشر والثاني عشر مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى قبل التوجه الى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع ومن ثم مغادرة المملكة في اتجاه أوطانهم. وقالت مصادر أمنية سعودية٬ إن موسم الحج لهذا العام سجل "زيارة أكثر من ثلاثة ملايين و600 الف حاج إلى الأراضي المقدسة٬ وخلا من الحوادث ومن أي مرض وبائي"٬ مؤكدة أن خطة مغادرة الحجاج "تتم بنجاح تام" وفق الخطط التي تم وضعها لهذه الغاية. وأضافت٬ أن لجنة الإشراف على مغادرة الحجاج وفرت كل الظروف بمطار الملك عبد العزيز ٬ حتى يتمكن ضيوف الرحمن من مغادرة الأراضي المقدسة. وفي هذا السياق٬ أعلن خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية في لقاء صحفي عقده بمنى أمس٬ عن نجاح موسم حج هذا العام٬ بعدما تمكن حجاج بيت الله الحرام سواء المقيمين في المملكة او الذين اتوا من كل أنحاء العالم٬ من "أداء مناسكهم في ظروف حسنة". وأوضح الأمير٬ أن موسم حج هذا العام يعد "أنجح المواسم التي مضت"٬ مشيرا إلى أن السلطات السعودية من مصالح طبية ورجال شرطة وقوى الأمن والدفاع المدني٬ "بذلوا طيلة أيام المناسك جهودا كبيرة من أجل خدمة ضيوف الرحمن وتمكينهم من اداء مناسكهم في ظروف حسنة". وقال الامير خالد الفيصل إنه رغم الزيادة الكبيرة المسجلة في عدد الحجيج غير النظاميين والذين لا يحملون تصريحا٬ فإن تنظيم حج هذا الموسم سجل نجاحا كبيرا مشددا على أن "حكومة بلاده تعمل على قدم وساق من اجل ايجاد حلول عملية لهذا المشكل والسهر على أمن وسلامة الحجاج وتوفير ظروف آمنة لأداء مناسك الحج". ومن جهته٬ قال مصدر صحي سعودي٬ إن معظم الحالات المرضية التي أصيب بها بعض حجاج بيت الله الحرام٬ أثناء أدائهم مناسك حج هذا العام ٬ "أعراض مرضية عادية تتعلق بالتعب والتعرض لأشعة الشمس٬ وليس بأوبئة وأمراض معدية".