رهن إلياس العمري اعتزاله العمل التنظيمي داخل حزب "الأصالة والمعاصرة" لما بعد الانتخابات الجماعية التي لم يعلن لحد الآن عن أي تاريخ محدد لها. وأكد القيادي بحزب "الأصالة والمعاصرة" الذي كان يتحدث مساء أمس، ضمن برنامج "90 دقيقة للإقناع" على قناة "ميدي 1 تي في" أنه ينوي اعتزال العمل التنظيمي داخل الحزب بعد الانتخابات الجماعية المقبلة، وبما أن الحكومة أجلت الانتخابات إلى وقت لاحق ف"إلياس العمري أجّل تقاعده". واعترف عضو المكتب السياسي لحزب "البام"، بأن حزبه قد أصيب بنوع من الغرور بعد الانتخابات التشريعية ل2009، وعاش طويلا على "نشوة الانتصار" التي كانت أكبر من التفكير الهادئ والهادف، وهو ما جعله يخسر العديد من قواعده الانتخابية فيما بعد. حديث إلياس العمري عن "غرور" حزبه جاء بعد أن طرحت عليه مقدمة برنامج "90 دقيقة للإقناع" سؤالا حول هزيمة الحزب في الانتخابات الجزئية بكل من مراكش وطنجة، والتي اعتبرها القيادي في حزب الجرار هزيمة مستحقة، محملا نفسه المسؤولية بالدرجة الأولى عنها، لأنه المُكلف بإدارة الانتخابات داخل الحزب. وعاد إلياس العمري إلى الاتهامات التي وجهت إليه بخصوص مسؤوليته الجزئية أو الكلية عن أحداث "إيكديم إيزيك" بالعيون، ليتحدث عن ما وجهه إليه ابن كيران الذي يوجد حاليا على رأس الحكومة، من اتهامات مباشرة بخصوص أحداث العيون، وكذا عند الاعتقال الذي طال القيادي في العدالة والتنمية، جامع المعتصم، حيث اعتبر العمري أن كل ما قيل في حقه يدخل في سياق "استبلاد المغاربة"، واضعا نفسه، في نفس الآن أمام القضاء إن تبث في حقه أي من هذه الاتهامات التي اعتبرها لا تختلف عما قاله الناطق السابق باسم القصر الملكي ووالي جهة مكناس تافيلالت، حسن أوريد، حينما أشار إلى أن حركة تنقيلات واسعة قامت بها الدولة خلال يناير 2009 للعمالة والولاة كان الهدف منها التحضير لفوز حزب "البام" في الانتخابات التشريعية، حينها، حيث اعتبر إلياس العمري أن ما قاله حسن أوريد، إن كان صحيحا، ولم يبلغ عليه، وهو والي على جهة مكناس، حينها، فالأمر يرتقي إلى مستوى الجريمة من الناحية القانونية التي يتحملها أوريد. واعتبر العمري أن حزب الأصالة والمعاصرة الذي يتلقى انتقادات حادة من طرف العديد من الفاعلين لم يؤسس بقرار من شخص أو كما يتم تداوله بشكل واسع في الإعلام، بل جاء في إطار صيرورة وضرورة تاريخية للتعبير عن حاجة سياسية للمغرب، مستبعدا في الوقت نفسه أن يكون "البام" هو البديل أو الوحيد في الساحة أو المهيمن عليها، ولكن "البام" يقول العمري، هو حزب من جملة الأحزاب التي أسست بمقتضيات شروط ذاتية وموضوعية، مضيفا أن استمراره ليس مرتبطا بشخص ما بقدر أن ارتباطه الحقيقي هو بقدرته على إقناع المواطنين بتصوره ومشروعه المجتمعي، يورد عضو المكتب السياسي لحزب "البام".