تحتضن مدينة بَاندُونغ السياحيّة الأندونيسيّة، وهي الكائنة بجزيرة جَاوَا، متحف "إفريقيا آسيَا" المحتفي بالمؤتمر الذي احتضنته المدينة في ال18 من أبريل العام 1955 بحضور قادة عالميّين من بينهم الحسن الثاني الذي كان وليا للعهد حينها. المتحف تتوسطه قاعة الاجتماعات التي حجّت إليها وفود إفريقية وآسيويّة يبلغ عددها ال29، من بينها الوفد المغربي.. كما لا زال يؤرّخ للأيّام ال6 التي استطال عليها الموعد قبل أن ينتهي ب "مبادئ باندونغ العشرة" والمُعتبرة بعدها نواة لبروز "دول عدم الانحياز" في عهد الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي. ذات الفضاء لا زال يحتفظ بالأعلام الوطنية المغربية التي رفعت وسطه أواسط خمسينيات القرن الماضي، كما يضمّ صورا لزعماء آسيويّين وأفارقة حجّوا إليه، ومن بين ذلك صورة تذكارية ملتقطة للحسن الثاني. حارس مسلم، كاتب العلاقات الخارجية ب "الاتحاد الإسلامي لباندُونغ"، قال إنّ مؤسس الاتحاد محمّد ناستير، باعتباره حينها أول رئيس لحكومة أندونيسيا المستقلّة، هو من وجّه الدعوة للوفد المغربي من أجل الحضور إلى المؤتمر الذي احتضنته المدينة ربيع العام 1955. وأضاف مسلم (الصّورة)، ضمن تصريح خصّ به هسبريس، أن الدعوة وجّهت حينها إلى علاّل الفاسي باعتباره واحدا من زعماء الحركة الوطنية بالمغرب.. وزاد ضمن ذات التصريح: "نَاستير ساهم هو الآخر في استقلال المغرب، وذلك بتنسيق مع زعماء مقاومة الاستعمار خلال الفترة الكولونيالية التي عرفتها المملكة". ذات المسؤول بالتنظيم المصنّف ثالثا بالبلد الآسيوي قال إنّ التنسيق غائب حاليا بين الجمعيات المغربية ونظيراتها الأندونيسيّة، "أغلبنا لا يعرف المغرب.. وبباندونغ يشتهر البلد بلاعبَين كرة القدم الجنابي والبركاوي بحكم ممارستهما هنَا.. ونريد تنسيقا قويا مع سفارة الرباط بجَاكَارتَا حتّى نتبادل زيارات التعارف والعمل المشترك" يضيف مسلم.