يشعر مهاجرون جنوب صحراويين، في المغرب أنهم ضحايا السكان المحليين، وفي المقابل يشعر المغاربة بالخوف أحيانا من القادمين الجدد. إن انعدام التفاهم بين الطرفين عميق، كما تبين للصحفية من إذاعة هولندا العالمية ياني سخيبر أثناء زيارة قامت بها إلى منطقة حرجية بالقرب من الحدود مع اسبانيا. قد يأكلونكم جلس على جانب الطريق من الفنيدق إلى قصر صغير في شمال المغرب ستة شبان وأيديهم ممدودة للتسول. "انتبهوا، قد يأكلونكم أولئك السود" حذرنا بائع عصير مغربي في بلدة الفنيدق الحدودية الصغيرة. ماذا قد يفعلون؟ "نعم، حقا، بإمكانهم فعل أي شيء" أجاب الرجل. سائقو سيارات الأجرة الذين ينتظرون الزبائن في الساحة هم أيضا غير متحمسين للذهاب إلى حيث أماكن تخييم المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء في الغابة. لا تذهبوا إلى ذلك المكان الخطر "العرب يكرهون الأفارقة وهذا أمر قديم، يجري في عروقهم" يقول أبو بكر، وهو شاب من السنغال، يأمل بالتمكن من العبور إلى أوروبا. امضي قرابة العام في العاصمة المغربية الرباط قبل أن يأتي إلى هذا المخيم القريب من الحدود الاسبانية، وتجاربه هناك تركت لديه شعورا مريرا. "تعرض أصدقاء لي لهجوم بالسكين، يستهدفنا قطاع الطرق لأننا لا نستطيع إبلاغ الشرطة عنهم، حتى ولو تعرضنا للسلب والأذى، لأنه سيتم القبض علينا لعدم حيازتنا لأوراق ثبوتية، لا حقوق للسود هنا". الإخوة الأفارقة المواقف العنصرية تتضح أيضا بطرق أخرى. سليمان من غينيا كوناكري غاضب من مناداة المغاربة له "بالإفريقي" بطريقة سلبية، "يجب أن ينظروا إلينا كأخوة أفارقة، الأمر مختلف إذا ناداك الأوروبي بالإفريقي، ولكن ليس عندما يفعل إفريقي ذلك". كما يشعر أبو بكر بالمهانة لأن المغاربة لا يصدقون أن أكثريتنا من المسلمين". ويروي كيف أن الناس تصاب بالدهشة عندما يرونه راكعا للصلاة. " لا يدركون أن الأسود يمكن أن يكون مسلما". خبز وفاكهة بعد حوالي ساعة، وقفت أكثر من خمس سيارات إلى جانب الطريق. ركض صبي إلى إحدى السيارات وتحدث مع شخص بداخلها. عاد وبيده كيس من البلاستيك وفيه خبز وفاكهة والقليل من المال. أخبرتنا شابة من منطقة القصر الصغير أن والدتها تشتري الخبز وتجلبه إلى هنا. إنها لفتة إنسانية بالنسبة لها " لا شيء لديهم وعلينا مساعدتهم". يحتفظ بائع الدواجن بأرجل الدجاج للمهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، الذين يعيشون في الغابة، لأنهم يحبونهم والمغاربة لا يتذوقوها. يشعر البائع بالأسى نحوهم "ما يريدونه هو الذهاب إلى أوروبا، لا يملكون شيئا هنا". الحياة في الغابة يجاهد ذات المهاجرين، في التعرف على طريقهم بين الأشجار وعبور المجاري الضيقة للوصول إلى ما يسمونه "الغيتو": مخيم صغير في الغابة على بعد نصف من الطريق العام ساعة سيرا على الأقدام. يقيم أبو بكر هناك مع نحو 20 شخصا معظمهم من السنغال وغينيا. يحوي الغيتو على خيمة بدائية وموقدة صغيرة وبعض الأواني والمقالي. على بعد مئات الأمتار في أسفل الجبل هناك مخيمات مماثلة لأشخاص من جنسيات مختلفة. بعضهم ينتظر هناك منذ عدة أشهر في انتظار الفرصة للوصول إلى سبتة، الجيب الاسباني في المغرب. معظم الذين يعيشون في الغابة هنا قد حاولوا عبور الحدود أكثر من مرة. إغلاق الحدود مع تشديد الدول الأوروبية تدابير الحراسة على حدودها في السنوات الماضية، أصبح العديد من المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء الكبرى عالقين في المغرب. البعض يعمل كخدم أو كعمال يومية، وعدد قليل جدا منهم وجد عملا منتظما. السلطات تتعامل معهم بمزيج من الإهمال والقمع أحيانا على شكل غارات وترحيل. "قبل سنوات كان على السكان أن يعتادوا على وجود المهاجرين، لكن الآن تحسنت العلاقات بينهم" يقول صاحب دكان في بلدة جبلية قريبة من الغابة. يدخل رجل طويل اسود إلى الدكان لشراء الأرز واللبن وبعض المأكولات. "السلطات تنصحني بعدم التعامل معهم ولكنني استقبل الجميع، لا فرق بيننا جميعا". ليست من ثقافتهم الاتصال بين المجموعتين يقتصر على إلقاء التحية والسلام. لا صاحب الدكان ولا بائع الدواجن يتكلم معهم بهدف كسب صديق إفريقي. كذلك الأمر بالنسبة للمهاجرين الذين لديهم معرفة محدودة عن الثقافة المغربية، والأمر مشابه بالنسبة للمغاربة "نحن نعمل لديهم فقط ، البعض يعاملك بالحسنة والبعض الآخر بشكل سيء، لكن الجميع يدفع القليل جدا ". لاعبين سود في كرة القدم لا يريد المهاجرون تصديق أنهم قد يواجهون عنصرية في أوروبا أكثر من المغرب. يعتقدون أنهم إذا تمكنوا من عبور الحدود "البيض والسود يعاملون بعضهم معاملة جيدة" يقول أبو بكر ويضيف "في هولندا هناك العديد من السود في المنتخب الوطني لكرة القدم. المغاربة يشعرون فقط بالغيرة". "لم يعد يهمني ما إذا كانوا عنصريين أم لا، ما دام لديهم عمل لي" يقول جول من الكاميرون ويضيف ". لكن لا يوجد عمل في المغرب، لذلك احتاج للذهاب إلى أوروبا". *يُنشر بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية