في الصورة يونس مجاهد نقيب الصحافيين المغاربة منذ أكثر من عشر سنوات التأم جمهرة من الصحافيين والمحامين،منذ بضعة أيام،وكان الموضوع هو مشروع القانون الجديد "المُنظم" لمهنة المتاعب،وبينما عكف المحامون المُحاضرون في الموضوع على المطالب والمزالق،التي يحبل بها المشروع المذكور،باعتباره يحيل أكثر على القانون الجنائي ،في أفق جعل مُمتهني حرفة المتاعب،كأيها المتهمين العاديين،في قضايا الحق العام..فقد فضل بعض الصحافيين تبادل الشتائم فيما بينهم،في رحاب نفس المكان الذي احتضن الندوة المذكورة،حيث انبرى محمد حفيظ،مدير جريدة الصحيفة،إلى كيل الشتائم لزميله في المهنة،وفي حزب الاتحاد الاشتراكي سابقا،يونس مجاهد،هذا الأخير الذي يجلس على كرسي النقابة الوطنية للصحافة المغربية،منذ زهاء عشر سنوات،وذلك على خلفية الشنآن الذي نشب بين الطرفين،عقب الضجة التي أحدثتها يومية محمد حفيظ حين نشرها لمضمون رسالة رب شركة أمريكية،اتهم فيها الملك محمد السادس،بتلقي رشوة مُقابل غض الطرف عن بترول تالسينت،وهو ما كان مُغالطة أفضت إلى اعتذار مسيري الصحيفة للملك،واتخاذهم لقرار "طوعي" بالاحتجاب عن الصدور،كنوع من العقاب الذاتي..إلى غيرها من تفاصيل الزوبعة التي أحدثها الموضوع ،غير أن مما ظل يحز في أنفس مسيري الصحيفة،فيما يبدو،وعلى رأسهم محمد حفيظ هو أن المكتب الوطني لنقابة الصحافة،كان قد سارع حينها،إلى إصدار بلاغ تنديدي،ليس فقط بالخطأ المهني للصحيفة،بل بالخط التحريري الذي يعتمده المشرفون عليها. "" وإذا ما أضفنا إلى هذه الخلفية الحديثة ترسبات "الرفقة النضالية " السابقة لمحمد حفيظ و مجاهد، والاختلافات التنظيمية بين الطرفين،باعتبار أن الأول من أتباع الريادي الوفائي (نسبة لجمعية الوفاء للديمقراطية) سابقا،والنائب الحالي للأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد،ونعني به محمد الساسي،في حين أن الثاني محسوب على الجناح التنظيمي القوي لمحمد اليازغي في حزب الاتحاد الاشتراكي. إذا جمعنا كل هذه العوامل،الجديد والقديم منها،سنفهم لماذا انفجر محمد حفيظ في وجه مجاهد،وذلك بعدما عمد هذا الأخير إلى اقتراف همز ولمز،حين تدخله في الندوة المذكورة،يفيد تبرمه وتبرؤه من "نوع من الممارسة المهنية غير المسئولة" وهو ما جعل حفيظ يخرج عن طوره ويُكيل لمجاهد شتائم من قبيل "الجبان" حيث قال له :نحن على الأقل لدينا الشجاعة لنكتب ما نقوله ونوقعه بأسمائنا الحقيقية،أما أنت فسارعت إلى إدانتنا قبل الملك،المعني الأساسي بما نشرناه" مُضيفا اتجاه غريمه - عفوا زميله – " الأكثر من ذلك أنك كتبت مقالا باسم مُستعار كله تجريح في حقنا نشرته في جريدة الاتحاد الاشتراكي". هكذا "تحاور" بعض من زملاء نفس المهنة،في الندوة التي نظمها أصحاب البذلة السوداء،لمناقشة مشروع قانون مصيري،يهم مهنة الأوائل،وهو ما دفع رئيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف،المحامي محمد الصبار،إلى الحديث في مداخلته عن "ضرورة التضامن بين الصحافيين للدفع إلى الأمام بأمور التنظيم القانوني للمهنة". علق أحد الحاضرين على ما حدث،بصوت خافت اتجاه جاره في صف المستمعين لهذا "النقاش" : " لو ترك المخزن الصحافيين وشأنهم لأكلوا بعضهم بعضا،ولما كان في حاجة إلى كل هذا العناء لإدخال بعضهم في سوق رأسهم".