أعترف..أن المنتخب الوطني فاز على منتخب ضعيف جدا لم ينفخه سوى فوز غريب أتى في اللحظات الأخيرة من مباراة الذهاب..وإلا لما تحول التأهل إلى كأس إفريقيا كحفل زفاف حقيقي..وأعترف أن منتخب الأسود الذي كنا نهلل بفوزه على مصر ونيجيريا والجزائر صرنا نجن فرحا لما يفوز على الموزمبيق وتنزانيا..وأعترف أن أهداف في شباك الموزمبيق لا تستطيع إخفاء عيوب المنتخب التي ظهرت للعيان من غياب للانسجام وتضييع للفرص.. أعترف أن فوزا صغيرا لا يستطيع أن ينسينا خيبة رجل اسم غيريتس..لم يرحل سوى بعد أن أفرغ خزائننا وجمع منها ما يكفيه ليعيش هو وأولاده وأولاد أولاده لقرن من الزمان..وأعترف أن قرار الفاسي الفهري بالخروج من الجامعة قرار شجاع لكنه يحتاج لقضاء أكثر شجاعة يسائل الرجل حول عقوده السرية التي استهتر فيها بعقول المغاربة..وأعترف أن التأهل لكأس إفريقيا غير قادر على جعل كرتنا بخير ما دام مشكلها وصل للجذور.. أعترف أننا أصبنا منذ زمن بأزمة فرح..صرنا نبحث عن أقل المنتخبات جودة لكي نلعب معها مباريات ودية نستعرض فيها مهارات محترفينا بالخارج..ولما نتصادم معها في مجموعات التأهل لكأس إفريقيا..نجعل من الفوز عليها عيدا تاريخيا..فالفرح ضرورة مغربية..وعندما تختفي الإنجازات وتندثر..نبحث عن أقلها حظا..حتى ولو كان فوزا على الموزمبيق..حتى ولو كانت هزيمة أمام منتخب قوي..حتى ولو كان الرجوع بخفي حنين من مسابقة عالمية تكبدنا المشاق في سبيل الوصول إليها.. أعترف أننا مصابين بوهم اسمه أننا الشعب الأقوى كرويا..الشعب الذي لا يتقبل الهزيمة..لذلك فنحن ننهزم لسنوات وسنوات..وعندما نتأهل بشق الأنفس لكأس إفريقيا..نغني لحن أننا الأفضل وأن كأس إفريقيا في الجيب لا محالة..فتصطدم أحلامنا بواقع آخر..حيث نعود من حيث أتينا..جارين ذيول الخيبة والمرارة..ليسخر منا أشقائنا: المغاربة عندما يفوزون في مباراة ما..يتخيل لهم أنهم قادرين على الفوز بكل الكؤوس حتى ولو كان كأس العالم.. أعترف أن فوزا كبيرا على فريق لم يكن في يومه اسمه الجزائر أنسانا حقيقة غيريتس واستنزافه لأموالنا..ولو قدر الله وكان غيريتس قد حقق نتيجة إيجابية في كأس إفريقيا الماضي (كالرتبة الرابعة مثلا) لرفعنا صورته في الشوارع..ولدافعنا عن راتبه وعن سريته..فليصل هذا الراتب حتى المليار..المهم أن "يحمر لينا وجوهنا" ويثبت أوهامنا ويخرجنا إلى الشوارع كما لو أننا تجاوزنا الصين في التصنيع.. أعترف أن الكرة عندنا تتمازج بالسياسة بشكل رهيب..في كل مرة يفوز المنتخب الوطني..حتى ترتفع الشوفينية بشكل مهول..نتحول إلى شعب الله المختار..الذي لا توجد لديه أي مشاكل اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية..بل وكثيرا ما يتحول الفوز إلى أداة لاستخدام سياسي كما حدث عندما فزنا على الجزائر ليرفع المئات من المغاربة شعار الصحراء مغربية ولا أدري ما دخل الصحراء في مباراة جلد مدور..إضافة لكون أن التأهل إلى كأس إفريقيا صار كافيا بمحاكمة كل المتمردين سياسيا..فلا شيء يوحد المخزن مع مواطنيه كفوز في مباراة كرة قدم.. أعترف أننا استثناء حقيقي في الحروب والمعارك..فإن حارب المصريون الاستبداد و تعارك التونسيون مع الفساد ونجحا في استئصالهما بنسب متفاوتة..فقد تحول أكبر أحلامنا إلى مجرد رحيل مدرب أجنبي..ولم نلتفت إلى أن الفساد ينخرنا حتى العظم..وأقله أن اللاعب الواحد في منتخبنا يحتاج ل20 مليون سنتيم كمنحة كي يساهم في تحقيق الفوز علاوة على باقي الامتيازات الأخرى، وأقله أن اختيار مدرب كرة القدم لدينا يتحكم فيه أهواء لجنة الاختيار وليس المطالب الشعبية..وأقله أن من يترأس جامعاتنا الكروية لا علاقة لهم بكرة القدم.. ومع كل هذه الاعترافات..أعترف أن لي ما عندو هم تولدو ليه حمارتو..ولي ما عندو فرحة تعطيها ليه الموزمبيق.. فاحشرنا يا ربي مع الموزمبيق وأمثالها في كل مباريتنا الكروية.. [email protected] http://www.facebook.com/azzam.page