غالبت الدموع المدرب الوطني رشيد الطوسي، وهو يتحدث في حوار صحفي عن المباراة التي ستجمع المنتخب الوطني لكرة القدم بالموزمبيق بعد غد السبت، بملعب مراكش الدولي، ضمن إياب تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2013، ثم وهو يدعو الجمهور للحضور بكثافة وتشجيع «الأسود» ليحققوا الفوز ويضمنوا التأهل. دموع الطوسي، وقبلها دموع بادو الزاكي في نهائي كأس إفريقيا 2004 بتونس، تكشف بالواضح أن المدرب المغربي، عندما يتولى قيادة المنتخب الوطني، يحس بثقل تدريب هذا المنتخب، ويعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن المهم بالنسبة له ليس هو ما سيتقاضاه شهريا، ولكن أن يسعد ملايين المغاربة المتعلقين بمنتخبهم، والذين تنسيهم انتصاراته الهزائم المتتالية للمغرب في مجالات أخرى. دموع الطوسي، تكشف أيضا الفارق الكبير بينه وبين مدرب كإيريك غيريتس، جاء إلى المغرب وهو يوزع الأوهام، وقاد المنتخب الوطني إلى الهاوية، وغادره بعد أن جمع المال وحصل على تعويضات مهمة، وطوى الصفحة ليبدأ أخرى قد تعرف نفس السيناريو، ومن دفع الثمن في النهاية هو المنتخب الوطني، الذي تراجع مستواه، إلى حد أصبح معه تحقيق التأهل أمام الموزمبيق إنجازا. يعرف الطوسي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في مباراة بعد غد السبت، ويعرف أكثر حجم انتظارات الجمهور المغربي، وإن كان هو ليس مسؤولا عن الوضعية التي أصبح عليها المنتخب الوطني، بما أن مباراة الموزمبيق هي من «تركة» غيريتس، ووجد نفسه ملزما بالتعامل مع مخلفاتها ليقود المنتخب الوطني إلى انطلاقة جديدة، لكن الأهم هو أن هناك روحا جديدة في المنتخب، ورغبة في طي صفحة الماضي بإخفاقاته، ووضع المنتخب الوطني على السكة الصحيحة، كما أن هناك أيضا مدرب مغربي يحس بمثل ما يحس به المغاربة، يفهم غضب الجمهور، ويحس به، ويعيش ضغط المباراة وهو في عمله وفي الشارع، ثم وهو في بيته رفقة أفراد عائلته. إن مباراة الموزمبيق مهمة للمنتخب الوطني، وإذا تحقق التأهل إلى كأس إفريقيا يمكن أن يتم بدء إصلاح حقيقي على كافة المستويات، لأن الإصلاح الحقيقي هو الذي يتم بموزاة مع النتائج، وليس الذي يكون نتيجة رد فعل، لإسكات الأصوات الغاضبة، وإطالة عمر الجامعة، أما دموع الطوسي، فنتمناها أن تكون بعد مباراة السبت دموع فرح بالتأهل.