شهدت الندوة الصحفية التي نظمتها حركة بدائل للحريات الفردية (مالي) و منظمة نساء فوق الأمواج الهولندية، عشية اليوم الاثنين بالرباط، تلاسنا حادا بين البروفيسور شفيق الشرايبي رئيس الجمعية المغربية لمكافحة الاجهاض السري و أعضاء الحملة الداعين للندوة. الطبيب الشرايبي ومباشرة بعد انتهاء مداخلات أعضاء الحملة الداعية لتقنين الإجهاض، طلب تناول الكلمة، مبديا اختلافه الشديد مع هذه الحملة والتي أديرت بها، رئيس الجمعية المناهضة للإجهاض السري اعتبر أن الناشطات الهولنديات ومعهن أعضاء حركة مالي "قد أسأن كثيرا للنقاش الدائر في المغرب حول الموضوع منذ سنوات" حيث توجه بالقول الى ريبيكا غومبرتس رئيسة منظمة نساء فوق الأمواج "ألم أقل لك عندما اتصلت بي منذ أشهر أن لا تقومي بهذه الحملة في المغرب لأنها ستضر النقاش أكثر مما ستنفعه.." وزاد ذات المتدخل "بالنسبة للرأي العام الوطني أنتم مجرد أجانب جاؤوا لإجهاض النساء المسلمات". الشرايبي استغل بذكاء كبير حضور كاميرات القنوات الدولية وممثلي عدد من المنابر الصحفية الوطنية الورقية والالكترونية ليمرر رسائل جمعيته، حيث صرح للحاضرين أن أعضاء في الحكومة وكذلك البرلمان المغربي بدؤوا في فتح أبوابهم من أجل إيجاد حل مؤسساتي لموضوع الإجهاض الذي وصفه بالمعضلة قبل أن يأتي "مجموعة من الشباب ويثيروا هذا الملف الشائك بطريقة أرجعت الأمور إلى الوراء" على حد تعبيره. من جهتهم اتهم أعضاء الحملة المنظمين للندوة الصحفية شفيق الشرايبي بمحاولة "خوصصة" النقاش حول الموضوع رغم أنه نقاش مجتمعي يحق للجميع الخوض فيه حسب تعبير ابتسام بيتي لشكر عضو حركة "مالي" التي كانت ترد على الشرايبي. عبد الودود لحمر وهو أحد أعضاء الحملة اتهم الجمعية المغربية لمكافحة الإجهاض السري بضعف المردودية، وعدم الوصول إلى نتائج تذكر رغم اشتغالها لما يفوق سبع سنوات، بينما اتهم عضو ثالث جمعية الشرايبي بالجبن حين اختاروا جملة "مكافحة الإجهاض السري" بدل "تقنين الإجهاض" في تسمية الجمعية، داعيا الطبيب إلى أن لا ينظر إلى "النضال" في ملف الإجهاض من منظور تنافسي. الندوة وقبل سخونة الأجواء و الشد والجدب التي أثارتها مداخلة شفيق الشرايبي، شهدت تقديم مقاطع فيديو تظهر المركب الشراعي بمارينا سمير يوم "الإعلان التمويهي" عن دخوله إلى المرفأ. الفيديو يظهر الهولنديتين قبطاني السفينة وهما يصفان ما وقع في ذلك اليوم المشمس من أيام الساحل الشمالي المغربي. ميرا قالت في الفيديو أن عددا من رجال الأمن و الدرك بحثوا في كل الأماكن بما فيها الحقائب "بحثا عن أشياء يستغلونها ضدنا". ماركريت قالت أن الحرس المغربي رافق القارب الهولندي إلى مياه سبتة للتأكد من عدم عودته الى مارينا سمير، بعدما تم اصطحاب صاحبتي المركب إلى مخفر للشرطة للإطلاع على وثائق سفرهما، هناك طلب منهما مسؤول أمني من الناشطتين مغادرة المياه المغربية تطبيقا لقرار الحكومة حسب ما جاء في التصريح. ميرا قالت أيضا أنها تصدت لرجال الأمن الذين حاولوا نزع اللافتة من فوق المركب، مما أدى إلى شجار نالت فيه بعض الكدمات التي خلفت زرقة على ذراعها حسبما ظهر في المقاطع المسجلة.